للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسلم جهلا بربهم فقال هاديا مرشدا لمن خاطبه بهذا: ويلك هذا إنما شفعت إلى ربى عز وجل؛ فمن الذى ربنا يشفع إليه؛ لا إله إلا هو العظيم، وسع كرسيه السموات والأرض، فهى تئط من عظمته وجلاله، كما يئط الرحل من الحديد.

رق رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لحالهم، ودعا ربه مستسقيا، وصعد المنبر، ورفع يديه بالدعاء، وكان لا يرفع يديه فى الدعاء إلا فى الاستسقاء.

ومما جاء فى دعائه عليه الصلاة والسلام: «اللهم اسق بلادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحى بلادك الميتة، اللهم أغثنا مغيثا مريحا مريعا واسعا عاجلا غير آجل، نافعا غير ضار، اللهم سقيا رحمة، لا سقيا عذاب، ولا هدم، ولا غرق، ولا حرق، اللهم اسقنا الغيث وانصرنا على الأعداء» ، بهذا الدعاء الضارع إلى الله من أحب خلق الله تعالى إليه أدرت السماء غيثا لا عيث فيه، ونال بنى فزارة ما أزال شدتهم.

[وفد بهراء]

٦٧٩- قدم وفد بهراء من اليمن، كما ذكر الواقدى، وكانوا ثلاثة عشر رجلا فأقبلوا يقودون رواحلهم حتى انتهوا إلى باب المقداد بن الأسود وكان قد أعد طعاما لأولاده جفنة حيس (ثريد) فقدمه لهم وبارك الله تعالى فيه، فأكل منه الوفد، وبقى لأولاد المقداد ما كفاهم، وكأنه لم ينقص منه شيء، وقد بقى بعد أكل آل المقداد مقدار أرسلوه إلى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم فى قصعة صغيرة، وكان فى بيت أم سلمة، فأكل منه النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم رد ما بقى، فأكل منه الوفد، وهكذا استمر الوفد يأكل منه مدة إقامته ببركة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم.

وكانت هذه أمرا خارقا للعادة، ثبت إسلامهم، وقد جاؤا مسلمين، وبايعهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على الإسلام، وجعلوا يقولون: نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

وتعلموا الفرائض، واستحافظوا بعض القرآن الكريم، وأقاموا أياما، ثم ودعوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وقد أجازهم، كشأن كل وفد يجيء إليه، وذلك من خمس الخمس الذى أفاء الله تعالى به عليه.

ونرى أن هذه الوفود جاءت إلى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم بعد أن وصلتهم الدعوة وأسلموا، فجاؤا ليستوثقو الإسلامهم، ولينالوا بركة السماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>