للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِطَرِيقٍ (١) فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ (٢) ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ (٣) يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ فَقَالَ (٤) : لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ (٥) الَّذِي بَلَغَ بِي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلأَ (٦) خُفّه (٧) ثُمَّ أَمْسَكَ (٨) الخُفَّ بِفِيه حَتَّى رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ الله له


(١) قوله: بطريق، وعند الدارقطني يمشي بطريق مكة، وفي رواية له: يمشي بفلاة.
(٢) أي من البئر.
(٣) قوله: يلهث يأكل الثرى، بفتح الأول مقصوراً التراب النديّ، واللهث شدة توتر النفس من تعب وغيره، ويقال: لهث الكلب لسانه إذا أخرجه من شدة العطش، كذا في "النهاية" وغيره.
(٤) أي ذلك الرجل في نفسه.
(٥) قوله: مثل الذي، ضبطه بعضهم بالنصب، وفاعل بلغ الكلب أي بلغ مبلغاً مثل الذي بلغ بي، وبعضهم بالرفع على أنه فاعل والكلب مفعول.
(٦) أي من الماء.
(٧) بالضم وتشديد الفاء "موزه" (باللغة الأردية) .
(٨) قوله: ثم أمسك الخف، أي رأسه بفمه ليصعد من البئر لعُسر الرقيّ من البئر، حتى رَقِيَ - بفتح الراء وكسر القاف - أي صعد من البئر، فسقى الكلب أي ذلك الماء، زاد في رواية الصحيحين: فأرواه أي جعله ريّاناً. فشكر الله له، أي قبل عمله واستحسنه، ورضي منه، فغفر له تجاوز عن سئاته وأدخله الجنة. واستشكل سقيه الكلب من خفِّه بأن سؤر الكلب ولعابه نجس فيلزم تنجُّس خفّه

<<  <  ج: ص:  >  >>