للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التدرج في التشريع الإسلامي:

لم تأت الأوامر والنواهي في الشرع المطهر مرة واحد، وإنما شرعت شيئاً فشيئاً، فقد بقي صلى الله عليه وسلم في مكة عشر سنين، يدعو إلى التوحيد وترك عبادة غير الله سبحانه.

ثم عُرج به صلى الله عليه وسلم إلى السماء، وفرضت عليه الصلوات والخمس , فصلى بمكة ثلاث سنين.

ثم أمر بالهجرة إلى المدينة المنورة، ونزلت عليه فرائض الإسلام، ونواهيه بالتدرج، إلى أن أكمل الله به الدين، وأتم به النعمة، ثم توفاه إليه بعد ذلك.

ومن الأمثلة على التدرج في الأوامر مايلي:

١ ـ التدرج في الدعوة:

وذلك واضح في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما الثابت في الصحيحين حيث قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه حين بعثه إلى اليمن: " إنك ستأتي قوماً أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن م حمداً رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب" (١)


(١) صحيح البخاري مع الفتح ٣/٣٥٧، صحيح مسلم ١/٥٠.

<<  <   >  >>