للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العناصر فى الأزل السحيق تفاعلت اعتباطاً، وسنحت فرصة لن تتكرر بعد أبداً (!) فتكونت جرثومة الحياة ثم أخذت تنمو وتتنوع على النحو الذى نرى..

وهذا كلام لا يصدر عن عقل محترم ولا يصفه بأنه علم إلا مخبول!!

وصدق الله العظيم " ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضداً ".

وأذكر أنى ـ وأنا أناقش بعض الأدلة ـ سألت نفس هذا السؤال: هل أنا كائن قديم أم مخلوق جديد؟

فكان الجواب القاطع: لقد ولدت سنة كذا، فأنا حادث بلا ريب!! ولكن شبهة ثارت تقول: إنك تخلفت عن مادة الذين هلكوا قبلك، وعندما تموت فستكون أجساد منك ومن غيرك! فقلت: إذا سلمت بهذا فى الأجساد فلن أسلم به فى روحى أنا.. إن هذه " الأنا " المعنوية هى حقيقتى الكبرى، وأنا مستيقن بأنى كائن جديد مستقل وجدت بعد عدم محض، فمن أبرزنى من لا شىء؟

إننى لست معتوهاً حتى أشك فى بداية وجودى وشعورى، فمن رب هذه المنحة الخطيرة؟ فتلوت قوله تعالى " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً. [الاستفهام تقريرى أى لقد أتى على الإنسان وقت كان فيه عدماً محضاً. والآيات فى صدر سورة الإنسان] إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً ".

وعدت إلى قصة الجسد الذى أحمله فى حياتى وأنضوه بعد مماتى هل هو قديم المادة حقاً؟ فسألت العلم: كيف يوجد؟ وهل يمكن أن يتمثل بشراً سوياً هكذا خبط عشواء؟ فقال العلم: إن الوليد يتخلق أول أمره من التقاء الحيوان المنوى بالبويضة!

فما الحيوان المنوى؟ كائن دقيق توجد فى الدفقة الواحدة منه قرابة مائة مليون

<<  <   >  >>