للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سادة عمان. وفيهم فروة «١» من معان في بلاد الشام. ومن هؤلاء الغرباء؟

هذا بلال «٢» من بلاد الحبشة، وهذا الأبيض يدعى صهيبا «٣» الرّومي، وهذا اسمه سلمان «٤» الفارسي من إيران، وهذا أخو الدّيلم يدعى فيروز الدّيلمي «٥» ، وهذا سيخب ومركبود «٦» من الأمة الفارسيّة. فها أنتم ترون نماذج لمن تتلمذ على نبيّ الإنسانية النبيّ الأمي العربي خاتم المرسلين، لقد كانت حلقة هدايته مفتوحة لكلّ الأمم من شتّى طوائف البشر.

إنّ صلح الحديبية الذي اتفق عليه المسلمون والمشركون في سنة ٦ للهجرة كان من شرائطه أن يكفّ كلّ من الفريقين عن القتال، وذلك ما يدعو إليه الإسلام؛ لأنه دين السلام والوئام، وللمسلمين أن يبلغوا دينهم أينما أرادوا.

وماذا فعل رسول الإسلام بعد هذه الهدنة العظيمة الخطر الكبيرة الأثر؟

إنّه صلّى الله عليه وسلم أرسل في نفس تلك السنة كتبا إلى ملوك البلاد المجاورة، دعاهم


(١) هو فروة بن عمرو بن النافرة الجذامي كان واليا يقتصر على الشام، أسلم فدعاه قيصر إليه وترك الإسلام، فأنكر فروة ذلك، فحبسه قيصر، ثم أمر بقتله، وقد ضحى بالثروة والحكومة والعزة والجاه والنفس ولم يرض بترك الإسلام، قتل سنة ١٢ هـ.
(٢) هو بلال بن رباح الحبشي، مؤذن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وأحد السابقين للإسلام، شهد المشاهد كلها مع الرسول صلّى الله عليه وسلم، توفي بدمشق سنة ٢٠ هـ، وله ٤٤ حديثا مرويا في الصّحيحين.
(٣) هو صهيب بن سنان بن مالك، أحد السابقين للإسلام، سبي صهيب بالروم وهو صغير، وعاش مدة في الروم، لذا اشتهر ب «الرومي» ، شهد جميع المشاهد، توفي بالمدينة سنة ٣٨ هـ، وله ٣٠٧ أحاديث مروية.
(٤) هو سلمان الفارسي، كان يسمّي نفسه سلمان الإسلام، أصله من مجوس أصبهان. هو الّذي دلّ المسلمين على حفر الخندق في غزوة الأحزاب، توفي بالمدائن سنة ٣٦ هـ، وله ٦٠ حديثا مرويا في كتب الحديث.
(٥) هو فيروز الدّيلمي، صحابي يماني، فارسي الأصل، وفد على النبي صلّى الله عليه وسلم وروى عنه أحاديث، وعاد إلى اليمن وأعان على قتل الأسود العنسي، توفي بصنعاء سنة ٥٣ هـ.
(٦) مركبود: من أبناء الفرس بصنعاء، أسلم في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلم وقد ذكره بعض النقلة من كبود، وأظنه صحفه بعض النقلة. (أسد الغابة، للجزري، الجزء الخامس، صفحة ١٥١) .

<<  <   >  >>