للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا تخبر بسرك كل سر ... إذا ما جاوز الاثنين فاشي

ومنها: أن لا يغلو في الحب والبغض فيكون حبه كلفاً، وبغضه تلفاً، بل يكون مقتصداً فيهما.

ومنها: أن ينظر في وجه أخيه حباً له وشوقاً إليه، ففي الحديث: «نظر المؤمن إلى المؤمن عبادة، وتبسم الرجل في وجه أخيه المسلم يحط الخطايا عنهما» (١) .

ومنها: ينبغي أن يحذر كل منهما عما يوجب الفرقة بينهما، ففي الحديث: «ما تحاب اثنان ففرق بينهما إلا بذنب يصيبه أحدهما» (٢) .

ومنها: أن يخلص له الود، ففي الحديث: «ثلاث يصفين لك ود أخيك، تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه» (٣) .

ومنها: أن يوافق أخاه فيما أباح الشرع، فإن ذلك خير من الشفقة عليه، فإذا قال أخوه في شيء لا، يقول: لا، وإذا قال في شيء: نعم، قال: نعم وقد نظم عبد الله بن المبارك فقال:

وإذ صاحبت فاصحب صاحبا ... ذا حياء ووفاء كريم

قوله للشيء لا إن قلت ... وإذا قلت نعم قال نعم

وإذا قال له أخوه: قم بنا لا يقول: إلى أين؟ وإذا طلب منه شيئاً من ماله لا يقول له: كم تريد؟ أي شيء تصنع به؟.

ومنها: أن يفرح بما يرى عليه من النعم ويغتم بما يلقى عليه من الكرب والغم، ويسعى في تفريجه عنه.

ومنها: أنه ينبغي أن يستعمل مع أخيه بشاشة الوجه، ولطف اللسان، وسعة القلب، وكظم الغيظ، وإسقاط الكبر، وملازمة الحرمة، وقول المعذرة الكاذبة


(١) لم نقف عليه.
(٢) لم نقف عليه.
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك (٣/٤٨٥، رقم ٥٨١٥) عن شيبة بن عثمان الحجبي عن عمه عثمان بن طلحة.
ووراه أيضاً: الطبراني في المعجم الأوسط (٨/١٩٢، رقم ٨٣٦٩) .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/٨٢) : رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبد الملك ابن عمير وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>