للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن هذه الآية فقال: «هي إضاعة الوقت» (١) وقيل: معنى {سَاهُونَ} لا يبالون صلوها أو لم يصلوها.

وقيل معناه: غافلون يتهاونون به.

وقيل معناه: أنهم الذين إن صلوها صلوها رياء، وإن فاتتهم لا يندموا عليها.

وقيل: لا يصلونها لوقتها ولا يتمون ركوعها وسجودها.

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من يحافظ على الصلاة كانت له نوراً وبرهاناً [ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان] ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف» (٢) رواه أحمد.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، فإن فسدت فقد خاب وخسر» (٣) حسنه الترمذي.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا إيمان لمن لا أمانه له، ولا صلاة لمن لا طهور له، ولا دين لمن لا صلاة له، وإنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد» (٤) رواه الطبراني.

قال العلماء: لا تسقط الصلاة عن الإنسان بعد بلوغه ما دام عاقلاً بحال.

قال الإمام الغزالي: ولو زعم زاعم أنه بلغ بينه وبين الله حالة أسقطت عنه الصلاة وأحلت له شرب الخمر وأكل مال السلطان، كما زعمه بعض المتصوفة فلا شك في وجوب قتلة، وإن كان في دخوله في النار نظر، وقتل مثله أفضل من قتل مائة كافر، وإن ضرره أكثر.

فإذا عجز المكلف عن فعلها قائماً صلاها قاعداً، ولا ينقص ثوابه لأنه معزور.


(١) أخرجه البيهقي في سننه الكبرى (٢/٢١٤، رقم ٢٩٨٣) وقال: هذا الحديث إنما يصح موقوفا وعكرمة بن إبراهيم قد ضعفه يحيى بن معين وغيره من أئمة الحديث.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده (٢/١٦٩، رقم ٦٥٧٦) قال الهيثمي (١/٢٩٢) : رجاله ثقات. وأخرجه أيضاً الدارمي في سننه (٢/٣٩٠، رقم ٢٧٢١) ، والبيهقي فى شعب الإيمان (٣/٤٦، رقم ٢٨٢٣) ، وعبد بن حميد في مسنده (١/١٣٩، رقم ٣٥٣) جميعاً عن ابن عمرو. وما بين المعكوفتين سقط من الأصل وأثبت من مسند أحمد.
(٣) أخرجه الترمذي في سننه عن أبي هريرة (٢/٢٦٩، رقم ٤١٣) وقال: حسن غريب.
(٤) أخرجه الطبراني فى الأوسط (٢/٣٨٣، رقم ٢٢٩٢) ، وفى الصغير (١/١١٣، رقم ١٦٢) ، قال الهيثمي (١/٢٩٢) : تفرد به الحسين بن الحكم الحبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>