للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ج- سير الحوادث:

ذهب النبي صلّى الله عليه وسلم الى منازل بني النضير في ضواحي المدينة المنورة، ليستعين بهم في دية قتيلين معاهدين للمسلمين قتلهما عمرو بن أمية الضمري خطأ دون أن يعلم بعهدهما «١» .

فلما فاوضهم النبي صلّى الله عليه وسلم، أظهروا الرضا بمعونته، فجلس إلى جنب جدار من بيوتهم مع عشرة من أصحابه بينهم أبو بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم.

وفي أثناء تبسّط بعضهم معه في الحديث، رأى أن بعضهم يأتمرون به، فيذهب أحدهم الى ناحية، ويبدو عليهم كأنهم يذكرون مقتل كعب بن الأشرف، ثم يدخل أحدهم وهو عمرو بن جحاش البيت الذي كان النبي صلّى الله عليه وسلم مستندا إلى جداره.

حينذاك رابه أمرهم وزاده ريبة ما كان يبلغه سابقا من حديثهم عنه وائتمارهم به، فترك موضعه بالقرب من الجدار، وقفل راجعا إلى المدينة وحده.

ولما استبطأه أصحابه، قاموا للتفتيش عنه، فرأوا رجلا مقبلا من المدينة المنورة، فأخبرهم أن النبي صلّى الله عليه وسلم هناك، فأسرعوا يلحقون به. فلما ذكر ما رابه من أمر يهود ومن اعتزامهم الغدر به، تنبّهوا الى حركات يهود التي تدل على مؤامرتهم للقضاء على حياة النبي صلّى الله عليه وسلم.

وقد عرف- بعد- أن عمرو بن جحاش هو الذي أراد قتل النبي صلّى الله عليه وسلم بإلقاء حجر الرحى عليه من عليه من فوق سطح الجدار الذي كان النبي صلّى الله عليه وسلم تحته.

واستدعى النبي صلّى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة رضي الله عنه وقال له: (اذهب الى


(١) - هما رجلان من بني كلاب قد كان لهما من رسول الله (ص) أمان، فقتلهما عمرو بن أمية الضمري في طريق عودته من بئر معونة بعد أن قتل المشركون أصحابه كلهم، وهو لا يعرف أمان رسول الله (ص) لهما. فلما قدم على رسول الله (ص) وأخبره بمقتل أصحاب بئر معونة وأخبره بأنه قتل العامريين فقال النبي (ص) : (بئس ما صنعت! قد كان لهما مني أمان وجوار، لأديتهما الى قومهما) . أنظر طبقات ابن سعد ٢/ ٥٣.

<<  <   >  >>