للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دعاته إليهم ليعلموهم الإسلام «١» .

وغدر عامر بن الطفيل من بني عامر مع قسم من الأعراب بأربعين داعيا من دعاة الإسلام في (بئر معونة) بنجد وقضى عليهم إلا رجلا واحدا عاد الى المدينة المنورة يحمل أخبار الشهداء.

فهل أثرت هذه الخسائر في معنويات المسلمين وفي ما هم عليه من صبر وإيمان؟


(١) - قدم على رسول الله (ص) رهط من عضل والقارة وهم الى الهون من خزيمة فقالوا: (يا رسول الله، إن فينا إسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهونا ويقرئونا القرآن ويعلمونا شرائع الإسلام) . فبعث معهم عشرة رهط وأمّر عليهم عاصم بن ثابت وقيل: مرثد بن أبي مرثد الغنوي، فخرجوا حتى إذا كانوا على الرجيع غدر المشركون بالمسلمين واستصرخوا عليهم هذيلا، فأخذ أصحاب رسول الله (ص) سيوفهم فقالوا لهم: (إنا والله ما نريد قتالكم إنما نريد أن نصيب بكم ثمنا من أهل مكة، ولكم العهد والميثاق ألا نقتلكم) !! أما عاصم بن ثابت ومرثد بن أبي مرثد وخالد بن أبي البكير فقالوا: (والله لا نقبل من مشرك عهدا ولا عقدا أبدا) ، فقاتلوهم حتى قتلوا. وأما زيد بن الدئنة وخبيب ابن عدي وعبد الله بن طارق فاستأسروا وأعطوا بأيديهم. وخرج المشركون بالنفر الثلاثة حتى إذا كانوا بمر الظهران انتزع عبد الله بن طارق يده من القيد وأخذ سيفه واستأخر عنه القوم فرموه بالحجارة حتى قتلوه فقبره بمر الظهران. وقدموا بخبيب وزيد مكة. أما زيد فابتاعه صفوان بن أمية فقتله بأبيه، وابتاع حجير بن أبي إهاب خبيب بن عدي لابن أخته عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل ليقتله بأبيه. قالت قريش عند قتل زيد: (يا زيد، أنشدك الله، أتحب أنك الآن في أهلك وأن محمدا عندنا مكانك نضرب عنقه) ؟ فقال: (لا والله لا أحب أن محمدا يشاك في مكانه بشوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي) ، فقال أبو سفيان: (والله ما رأيت من قوم قط أشد حبا لصاحبهم من أصحاب محمد له) . أنظر طبقات ابن سعد ٢/ ٥- ٥٦، وسيرة ابن هشام ٣/ ١٦٠.

<<  <   >  >>