للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبدأ قتال المدن والأحراش بين المسلمين ويهود، ولم يكن هذا القتال سهلا، لأن (خيبر) محصّنة تكتنفها البساتين، ولأن يهود خيبر أقوياء مسلحون أغنياء.

أدخل يهود أموالهم وعيالهم حصني (الوطيح) و (السلالم) ، وأدخلوا ذخائرهم حصن (ناعم) ، ودخلت قواتهم حصن (نطأة) .

وابتدأ هجوم المسلمين بشدة من أول يوم للتأثير على معنويات يهود، حتى بلغ عدد جرحى المسلمين في هذا اليوم خمسين جريحا.

وخرجت مفرزة من يهود لمقاتلة المسلمين بالعراء بقيادة الحارث بن أبي زينب بعد أن قتل سلّام بن مشكم، ولكنّ الخزرج اضطروهم بهجوم مضاد الى الالتجاء الى حصونهم.

واستمات المسلمون في الهجوم، واستمات يهود في الدفاع، إذ كانوا يعلمون علم اليقين أن اندحارهم معناه القضاء الأخير عليهم في شبه الجزيرة العربية.

ركز المسلمون هجومهم الرئيس على حصن (ناعم) وبقيت قوات المسلمين الثانوية تشاغل الحصون الأخرى، كي تمنع قوات يهود من التعاون فيما بينها وتحرمها من معرفة اتجاه الهجوم الرئيس للمسلمين.

واستمر الهجوم العنيف على حصن (ناعم) ثلاثة أيام: بقي يهود داخل الحصن في اليومين الأولين، وخرجوا منه في اليوم الثالث للقتال خارجه بعد تشديد الحصار عليهم في اليومين السابقين، فانتهز المسلمون فرصة خروجهم ودارت حول الحصن معركة في العراء قتل فيها قائد يهود الحارث بن أبي زينب، فاستسلم حصن (ناعم) المنيع للمسلمين.

أثّر سقوط هذا الحصن في معنويات يهود، فاستسلم بعده حصن (القموص) بعد قتال عنيف، ولكنّ إعاشة المسلمين نفدت، فوجهوا هجومهم الرئيس على حصن الصعب بن معاذ الذي كان يهود قد كدّسوا فيه أرزاقهم وكثيرا من

<<  <   >  >>