للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حصن ليكون معهم في الزحف الى المدينة، فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلم بشير بن سعد في شوال سنة سبع الهجرية وعقد له لواء وبعث معه ثلاثمائة رجل، فساروا الليل وكمنوا النهار حتى أتوا (يمن) و (جبار) وهي نحو (الجناب) ، فنزلوا ب (سلاح) «١» ثم دنوا من القوم فأصابوا لهم نعما كثيرا. وتفرّق الرعاء فحذّروا القوم فتفرقوا وخرج بشير حتى أتى منطقتهم فلم يجد فيها أحدا، فرجع بالنعم وأصاب منهم رجلين أسرهما وقدم بهما المدينة فأسلما.

وسرية ابن أبي العوجاء السّلمي الى بني سليم:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم في ذي الحجّة سنة سبع الهجرية ابن أبي العوجاء السّلمي في خمسين رجلا الى بني سليم، فخرج إليهم، فتقدّمه عين لهم كان محذّرهم، فحشدوا جمعهم وقاتلوا المسلمين وأحدقوا بهم من كل ناحية؛ فقاتل المسلمون قتالا شديدا حتى قتل عامتهم وأصيب ابن أبي العوجاء جريحا مع القتلى، ثم تحامل حتى بلغ المدينة في أول يوم من صفر سنة ثمان الهجرية.

ز- سرية غالب بن عبد الله الليثي الى بني الملوّح بالكديد «٢» :

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم في صفر سنة ثمان الهجرية غالب بن عبد الله الليثي ثم أحد بني كلب بن عوف في سرية مؤلفة من بضعة عشر رجلا، وأمرهم أن يشنوا الغارة على بني الملّوح بالكديد، وهم من بني ليث.

وخرج غالب حتى إذا كان (بقديد) «٣» لقي رجلا زعم أنه خرج الى رسول الله صلّى الله عليه وسلم يريد الإسلام، فحجزه غالب وقال له: (إن تكن مسلما لم يضررك رباطنا يوما وليلة، وإن تكن على غير ذلك نستوثق منك) ، وبذلك قطع غالب دابر احتمال أن يكون هذا الرجل عينا لبني الملوح.


(١) - سلاح: موضع اسفل من خيبر. انظر التفاصيل في معجم البلدان ٥/ ١٠١.
(٢) - الكديد: موضع بالحجاز على اثنين وأربعين ميلا من مكة. انظر معجم البلدان ٧/ ٢٢٤.
(٣) قديد: اسم موضع قرب مكة. انظر معجم البلدان ٧/ ٣٨.

<<  <   >  >>