للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصلت الى الروم قبل وصول المسلمين إليهم، فحشدوا قواتهم في (مآب) «١» من أرض البلقاء. فلما علم المسلمون بأمر جموع الروم المتفوقة على قواتهم فواقا ساحقا، تذاكروا بينهم، فرأى بعضهم أن يكتبوا الى النبي صلّى الله عليه وسلم يخبرونه بالموقف الراهن ويتلقّوا أوامره النهائية؛ ولكنّ أكثرهم رأى أن يمضوا الى هدفهم مهما تكن النتائج. قال لهم عبد الله بن رواحة: (يا قوم! والله إنّ التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون: الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوّة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به؛ فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين: إما ظهور وإما شهادة) ...

قال الناس: (صدق ابن رواحة) .

ب- القتال:

تحرّك المسلمون نحو جيوش الروم وحلفائهم من القبائل فحصلوا على التماس الأول في قرية (مشارف) «٢» بتخوم البلقاء.

ولكنّ المسلمين رأوا أن منطقة قرية (مؤتة) - بين الكرك والطفيلة- أنسب لقبول المعركة فيها، وذلك لوجود العوارض الطبيعية التي يستطيعون التحصّن بها نظرا لقلة قوتهم بالنسبة الى الأعداء.

بدأ القتال بين قوتين غير متكافئتين عددا وعددا، وقد لاحظ المسلمون تفوّق الروم وحلفائهم عليهم، ولكنهم لم يكترثوا بذلك.

وبدأ هجوم المسلمين باندفاع زيد بن حارثة رضي الله عنه بالراية إلى صفوف العدو، فحارب مستقتلا مستميتا حتى مزقته رماح العدو.


(١) - مآب: مدينة في طرف الشام من نواحي البلقاء. انظر التفاصيل في معجم البلدان ٧/ ٢٤٩. ومآب، مؤاب: لواء الكرك حاليا في الاردن. وليست هناك بلدة باسم مآب، إلا أن تكون الكرك، إذ كان اسمها قديما (كيرك مؤابا. (Cherak Moaba
(٢) - مشارف: قرى قرب حوران منها بصرى من الشام ثم من أعمال دمشق. انظر التفاصيل في معجم البلدان ٨/ ٦٠.

<<  <   >  >>