للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بقر الوحش، فقتل حسّان وأسر الأكيدر، فهدّده خالد بالقتل إن لم تفتح (دومة الجندل) أبوابها للمسلمين.

فتحت المدينة أبوابها فداء لمليكها، فدخلها المسلمون وغنموا منها ألفي بعير وثمانمائة شاة وأربعمائة وسق من بر وأربعمائة درع، وذهب بها خالد ومعه الأكيدر حتى لحق بالنبي صلّى الله عليه وسلم في المدينة فحقن الرسول صلّى الله عليه وسلم دم الأكيدر وصالحه على الجزية، وتركه يعود الى قومه في (دومة الجندل) .

[عودة المسلمين]

أقام المسلمون حوالي عشرين يوما في منطقة تبوك، انتظارا لعودة جيوش الروم، وتأمينا للحدود الشمالية من بلاد العرب بعقد المعاهدات مع سكانها، ودعما لهيبة المسلمين في نفوس القبائل، والعمل لحماية حرية نشر الدعوة في تلك الأرجاء؛ فلما أنجزوا كل ذلك تحركوا عائدين الى المدينة المنورة.

وصل المسلمون الى المدينة، فجاء المتخلّفون عن الخروج يعتذرون، وكان هؤلاء المتخلفون قسمين: القسم الأول من المنافقين المتظاهرين بالإسلام، وهؤلاء أعرض عنهم النبي صلّى الله عليه وسلم تاركا لله حسابهم؛ والقسم الثاني من المسلمين الذين لا شائبة في إسلامهم، وهم ثلاثة: كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال ابن ربيع، وهؤلاء اعترفوا بذنبهم، فأمر النبي صلّى الله عليه وسلم المسلمين أن يعرضوا عنهم حتى يأتي أمر الله.

[سرايا الدعوة وبعث أسامة]

سرية خالد بن الوليد الى نجران «١»

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم في ربيع الأول سنة عشر الهجرية خالد بن الوليد الى


(١) - نجران: من مخاليف اليمن من ناحية مكة. راجع معجم البلدان ٨/ ٢٥٨، وآثار البلاد وأخبار العباد ص ١٢٦.

<<  <   >  >>