للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بني الحارث بن كعب بن مذحج بنجران في أربعمائة من المسلمين، وأمره أن يدعوهم الى الاسلام ثلاثا فان استجابوا له قبل منهم وأقام فيهم وعلّمهم كتاب الله وسنّة نبيّه ومعالم الإسلام، وإن لم يستجيبوا قاتلهم.

وخرج خالد حتى قدم عليهم، وبعث الركبان يضربون في كل وجه ويدعون الى الإسلام ويقولون: (أيها الناس! أسلموا تسلموا) ، فأسلم الناس ودخلوا فيما دعوا إليه، فأقام فيهم خالد يعلّمهم الإسلام وكتاب الله وسنّة نبيّه، وكتب بذلك الى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فكتب إليه أن يقبل الى المدينة ومعه وفدهم، فأقبل خالد الى رسول الله صلّى الله عليه وسلم ومعه بلحارث، فأسلموا.

وسألهم النبي صلّى الله عليه وسلم: (بم كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية) ؟ قالوا:

(كنا نغلب من قاتلنا يا رسول الله، أنّا كنا نجتمع ولا نتفرق، ولا نبدأ أحدا بظلم) ! قال: (صدقتم) «١» .

سرية خالد بن الوليد الى اليمن

بعث النبي صلّى الله عليه وسلم خالد بن الوليد الى اليمن يدعوهم الى الإسلام، ثم بعث علي ابن أبي طالب رضي الله عنه الى خالد ليقبض الخمس، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لعلي: (مر أصحاب خالد، من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب ومن شاء فليقبل) «٢» ، أي أن الرسول القائد عليه أفضل الصلاة والسلام بدّل جماعة من الجند بآخرين غيرهم وسمح للذين يريدون البقاء مع الجند الثاني من الجند الأول دون استكراه وعن طيبة خاطر أن يبقوا مع إخوانهم في اليمن. أي أن النبي صلّى الله عليه وسلم أرسل جندا بإمرة خالد الى اليمن، فلما انقضت مدتهم أرسل غيرهم لتبديلهم على أن يبقى مع العسكر الثاني من العسكر الأول من شاء «٣» .


(١) - سيرة ابن هشام ٤/ ٢٦٢- ٢٦٦، والطبري ٢/ ٣٨٥- ٣٨٨، وابن الأثير ٢/ ١١٢.
(٢) - فتح الباري بشرح البخاري ٨/ ٥٢.
(٣) - أنظر شرح البخاري في ٨/ ٥٢.

<<  <   >  >>