للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول موير: (إن أوثق برهان على صدق محمد وإخلاصه، أن كان أسبق الداخلين في الاسلام من ذوي الاستقامة في خاصة أصفيائه وأهل بيته، الذين لا يستطيعون- مع معرفتهم الوثيقة بدقائق حياته الخاصة تفصيلا- أن يفوتهم بحال من الأحوال إدراك ما تنطوي عليه أساليب الأفاكين في نفاقهم، من إسدال السّجف والأستار على ما يأتون من أعمال تتناقض حقائقها في سريرتهم مع ما يدعون إليه جهرا) .

واسمع الى زوجه خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها تقول له مشجعة عندما جاءه الوحي: (ابشر يا ابن العم واثبت! فو الذي نفس خديجة بيده، إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة. والله لا يخزيك الله أبدا. إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق) .

واسمع قول الله تعالى فيه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) «١» .

لقد كان ماضي الرسول صلّى الله عليه وسلم مجيدا مشرفا بإجماع أقوال أصحابه وأعدائه على حد سواء.

م- معرفة وتطبيق مبادىء الحرب «٢» :

كان الرسول صلّى الله عليه وسلم يعرف مبادىء الحرب بالفطرة السليمة التي تدل على استعداده الفطري الممتاز للقيادة.

وقد طبّق الرسول صلّى الله عليه وسلم هذه المبادىء في معاركه كلها، مما كان له أثر حاسم في انتصاراته.

لقد تطرقنا عند بحث أعمال الرسول صلّى الله عليه وسلم العسكرية الى أمثلة كثيرة من


(١) - الآية الكريمة من سورة القلم ٦٨: ٤.
(٢) - مبادىء الحرب: هي الجوهر الذي ينشىء في القائد (السجية) الصحيحة في تصرفاته في الحرب، وهي العنصر الذي يتكون منه مسلك القائد في أعماله بصورة طبيعية وغير متكلفة. ومبادىء الحرب: هي مبادىء ثابتة لا تتغير أبدا، وهي الأسس القديمة التي ترتكز عليها الحروب في كل زمان ومكان.

<<  <   >  >>