للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخرج الرسول صلّى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل في موسم الحج، فرأى سبعة رجال من الخزرج عند (العقبة) «١» ، فعرض عليهم الاسلام، فأجابوه وصدّقوه.

فلما عاد هؤلاء الى المدينة المنورة، ذكروا إسلامهم لقومهم، ودعوهم الى الاسلام، فانتشر الاسلام في المدينة المنورة.

وبعد عام واحد قدم الى مكة في موسم الحج اثنا عشر رجلا، فلقوا الرسول صلّى الله عليه وسلم في (العقبة) ، فبايعوه على الايمان بالله وحده والاستمساك بفضائل الأعمال والبعد عن الحمية الجاهلية.

وبعث النبي صلّى الله عليه وسلم مصعب بن عمير «٢» ليتعهّد انتشار الاسلام في المدينة المنورة ويقرأ على أهلها القرآن ويفقههم في الدين، فدخلت في الاسلام جموع غفيرة من أهل (يثرب) «٣» .

إن بيعة (العقبة) أول نجاح عسكري للرسول صلّى الله عليه وسلم خارج مكة المكرمة،


(١) - العقبة: هو الجبل الطويل يعرض للطريق فيأخذ فيه وهو طويل صعب الى صعود الجبل، يقع بين منى ومكة، وبين العقبة ومكة نحو ميلين، وعندها اليوم مسجد، ومنها ترمى جمرة العقبة. أنظر التفاصيل في معجم البلدان ٧/ ١٩١- ١٩٢.
(٢) - مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب العبدري أحد السابقين الى الإسلام، أسلم قديما والنبي (ص) في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه، فلما علموا بذلك أوثقوه فلم يزل محبوسا الى أن هرب مع من هاجر الى الحبشة، ثم رجع مع من رجع الى مكة. ولما انصرف الناس من العقبة بعثه النبي (ص) الى المدينة يفقههم. وفي صحيح البخاري: (أول من قدم علينا المدينة مصعب بن عمير وابن أم مكتوم) . شهد بدرا ثم أحدا وكان معه اللواء فاستشهد. وكان أنعم غلام بمكة وأجوده حلة مع أبويه، وقد رآه النبي (ص) مرة فبكى للذي كان فيه من النعمة ولما صار إليه من الفقر. أنظر التفاصيل في الاصابة التسلسل ٧٩٩٦ في ٦/ ١٠١، وأسد الغابة ٤/ ٣٦٨.
(٣) - يثرب: مدينة رسول الله (ص) سماها طيبة وطابة كراهية للتثريب، وسميت مدينة الرسول لنزوله بها. أنظر التفاصيل في معجم البلدان ٨/ ٤٩٨.

<<  <   >  >>