للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- في المدينة المنورة: (الجهاد من أجل الوحدة والتوحيد) .

أ- بناء المسجد:

انتخب الرسول صلّى الله عليه وسلم موضعا لبناء مسجده في المدينة المنورة، وبدأ بناءه باللبن، والحجارة واشترك مع أصحابه في حمل اللبنات والأحجار على كواهلهم، فتم بناء المسجد: فراشه الرمل والحصى، وسقفه الجريد، وأعمدته الجذوع.

وتم ببناء هذا المسجد بناء (الثّكنة) «١» الأولى في الاسلام ...

ب- الاخوّة:

آخى الرسول صلّى الله عليه وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، حتى يتعاونوا على أسباب العيش ويكون الجميع يدا واحدة تعمل لهدف واحد.

آخى بين عبد الرحمن بن عوف «٢» وسعد بن الربيع «٣» ، فقال سعد لعبد الرحمن:


(١) - الثكنة: مجتمع الجند، جمع ثكن وثكنات.
(٢) - عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي يكنى أبا محمد، كان اسمه في الجاهلية: عبد عمرو، وقيل: عبد الكعبة، فسماه رسول الله (ص) : عبد الرحمن. ولد بعد الفيل بعشر سنين أي سنة أربع وأربعين قبل الهجرة (٥٨٠ م) ، وأسلم قبل أن يدخل رسول الله (ص) (دار الأرقم) ، وكان من المهاجرين الأولين، جمع الهجرتين جميعا: هاجر الى الحبشة وهاجر الى المدينة. آخى الرسول (ص) بينه وبين سعد بن الربيع، وشهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله (ص) ، وبعثه الرسول (ص) الى (دومة الجندل) الى بني كلب وأوصاه بوصاياه لأمراء سراياه. كان أحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد الستة الذين جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشورى فيهم. وصلى رسول الله (ص) خلفه في سفرة وقال عنه: (عبد الرحمن بن عوف أمين في السماء وأمين في الأرض) . وكان أمين رسول الله (ص) على نسائه. كان يحترف التجارة والبيع والشراء فاجتمعت له ثروة كبيرة: تصدق يوما بقافلة فيها سبعمائة راحلة تحمل الحنطة والدقيق والطعام، ولما حضرته الوفاة أوصى بألف فرس وخمسين ألف دينار في سبيل الله، وله في الصحيحين خمسة وستون حديثا. وقد توفي بالمدينة المنورة سنة اثنتين وثلاثين للهجرة (٦٥٢ م) . أنظر التفاصيل في طبقات ابن سعد ٣/ ١٢٤، والإصابة ٤/ ١٧٦، تسلسل ٥١٧١، وأسد الغابة ٣/ ٣١٣، والاستيعاب ٢/ ٨٤٤، التسلسل ١٤٤٧، والأعلام ٤/ ٩٥.
(٣) - سعد بن الربيع الخزرجي الأنصاري: أحد النقباء، شهد بيعة العقبة الأولى-

<<  <   >  >>