للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فيليب حتى]

«إن اللغة العربية هى لغة القرآن التى كانت الأساس الذى قامت عليه أمة جديدة أخرجت للناس، أمة جاءت بها بعثة محمد- صلّى الله عليه وسلم- من قبائل متنافرة متنازعة لم يقدّر لها من قبل أن تجتمع على رأى واحد. وهكذا استطاع رسول الإسلام- صلّى الله عليه وسلم- أن يضيف حدا جديدا (رابعا) إلى المأثرة الحضارية ذات الحدود الثلاثة من الدين والدولة والثقافة، ذلك الحد الرابع الجديد كان (إيجاد أمة ذات لغة فوق اللغات) ... » «١» .

«إن إقامة الأخوة فى الإسلام مكان العصبية الجاهلية (القائمة على الدم والقرابة) للبناء الاجتماعى كان فى الحقيقة عملا جريئا جديدا قام به النبى العربى- صلّى الله عليه وسلم-..» «٢» .

«فى الكتاب المعاصرين لنا نفر يحاولون أن يكتشفوا الأعمال الباهرة «التى حققها محمد- صلّى الله عليه وسلم-) أو أن يعالجوا حياته الزوجية على أساس من التحليل النفسى، فلا يزيدون على أن يضيفوا إلى أوجه التحامل وإلى الآراء الهوائية أحكاما من زيف العلم..» «٣» .

«صفات محمد- صلّى الله عليه وسلم- مثبتة فى القرآن بدقة بالغة فوق ما نجد فى كل مصدر آخر. إن المعارك التى خاضها والأحكام التى أبرمها والأعمال التى قام بها لا تترك مجالا للريب فى الشخصية القوية والإيمان الوطيد والإخلاص


(١) الإسلام منهج حياة، ص ١٩- ٢٠.
(٢) نفسه، ص ٥١.
(٣) نفسه، ص ٥٤.

<<  <   >  >>