للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[لورافيشيا فاغليرى]

«.. كانت حملة كبيرة على سوريا.. رهن الإعداد، عندما أسكت الموت إلى الأبد صوت النبى- صلّى الله عليه وسلم- الذى كان قد أحدث هذه الهزة العميقة فى تلك القلوب كلها، والذى كان مقدرا له أن يستهوى عما قريب شعوبا أخرى تقيم فى مواطن أكثر إمعانا فى البعد.. وكان فى السنة الحادية عشرة من الهجرة» «١» .

«كان محمد- صلّى الله عليه وسلم- المتمسك دائما بالمبادئ الإلهية شديد التسامح، وبخاصة نحو أتباع الأديان الموحدة. لقد عرف كيف يتذرع بالصبر مع الوثنيين، مصطنعا الأناة دائما اعتقادا منه بأن الزمن سوف يتم عمله الهادف إلى هدايتهم وإخراجهم من الظلام إلى النور.. لقد عرف جيدا أن الله لابد أن يدخل آخر الأمر إلى القلب البشرى» «٢» .

«حاول أقوى أعداء الإسلام، وقد أعماهم الحقد، أن يرموا نبى الله- صلّى الله عليه وسلم ببعض التهم المفتراة. لقد نسوا أن محمدا كان قبل أن يستهل رسالته موضع الإجلال العظيم من مواطنيه بسبب أمانته وطهارة حياته. ومن عجب أن هؤلاء الناس لا يجشمون أنفسهم عناء التساؤل كيف جاز أن يقوى محمد- صلّى الله عليه وسلم- على تهديد الكاذبين والمرائين، فى بعض آيات القرآن اللاسعة بنار الجحيم الأبدية، لو كان هو قبل ذلك (وحاشاه) رجلا كاذبا؟ كيف جرؤ على التبشير، على الرغم من إهانات مواطنيه، إذا لم يكن ثمة قوى داخلية تحثه، وهو الرجل


(١) المصدر السابق، ص ٣٣.
(٢) نفسه، ص ٧٣.

<<  <   >  >>