للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كمعناها في قوله: (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي) [المائدة: ٢٨] وقوله: (وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ) [الممتحنة: ٢] وقد يُحدِّث العقلاء في حال الاحتضار عما يعانونه من شدة الموت وسكراته، وممن حدَّث بهذا عمرو بن العاص فعندما حضرته الوفاة، قال له ابنه: يا أبتاه! إنك لتقول: يا ليتني ألقى رجلاً عاقلاً لبيباً عند نزول الموت حتى يصف لي ما يجد، وأنت ذلك الرجل، فصف لي، فقال: يا بني، والله كأن جنبي في تخت، وكأني أتنفس من سمّ إبرة، وكأن غصن شوك يجذب من قدمي إلى هامتي، ثم أنشأ يقول:

ليتني كنت قبل ما قد بدا لي ××× في تلال الجبال أرعى الوعولا (١)

الذي يخفف عنه سكرات الموت:

أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الشهيد الذي يسقط في المعركة تخفف عنه سكرات الموت، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم ألم القرصة " رواه الترمذي والنسائي والدارمي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب (٢) .


(١) التذكرة، للقرطبي: ص١٩.
(٢) مشكاة المصابيح: (٢/٣٥٨) ورقم الحديث: (٣٨٣٦) ، وقال محقق المشكاة: إسناده حسن.

<<  <   >  >>