للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة (١) من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرِّسْل (٢) ، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس (٣) ، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ (٤) من الناس" (٥) .

المطلب الخامس

ما يستخلص من النصوص الواردة في شأن عيسى

١- أن عيسى عليه السلام نازل لا محالة في آخر الزمان والنصوص في ذلك متواترة عن الرسول صلى الله عليه وسلم (٦) ، فالتكذيب بنزوله تكذيب للرسول صلى الله عليه وسلم في خبره، وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم صدق لا كذب فيه، وقد أشار القرآن الكريم إلى نزول عيسى ابن مريم في أكثر من موضع، ومن ذلك قوله: (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا) [النساء: ١٥٩] .

ولذلك فإن أبا هريرة لما أورد حديث (نزول عيسى حكماً عدلاً) (٧)


(١) العصابة: الجماعة.
(٢) الرسل: اللبن.
(٣) اللقحة: القريبة العهد بولادة، وقيل: الناقة الحلوب. والفئام: الجماعة الكثيرة.
(٤) الفخذ: الجماعة من الأقارب، وهم دون البطن، والبطن دون القبيلة.
(٥) رواه مسلم في صحيحه، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال: (٤/٢٢٥٤) ، ورقمه: (٢٩٣٧) .
(٦) وقد حمل الرسول صلى الله عليه وسلم الذين يدركون عيسى أن يبلغوه عنه السلام، ففي سنن النسائي بإسناد صحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أدرك منكم عيسى ابن مريم، فليقرئه مني السلام ".
(٧) والحديث في صحيحي البخاري ومسلم كما سبق.

<<  <   >  >>