للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن قد صرح أبو سلام بالسماع من أبي أمامة في صحيح مسلم (١) ، وكذلك بالنسبة لروايته عن النعمان بن بشير فقد صرح بالسماع منه عند مسلم (٢) أيضًا.

١٦- قال الذهبي في ترجمة يحيى بن أبي كثير: (روى عن أبي أمامة الباهلي، وذلك في صحيح مسلم ولكنه مرسل) (٣) . وكذلك قال العلائي (٤) .

وحديث يحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة رضي الله عنه عند مسلم في موضع واحد مقرونًا بشداد بن عبد الله أبي عمار (٥) .

وبالنظر إلى بعض ما تقدم يظهر لنا جليًا أن الإمام مسلم قد أخرج في صحيحه أسانيد معنعنة لم يثبت فيها اللقاء بين بعض رواتها، اكتفاء منه بالمعاصرة، ولكن ينبغي التنبه لما يلي:

١- أن ذلك قليل بالنسبة لأحاديث الكتاب ككل.

٢- أن أكثر هذا القليل جاء عند مسلم في المتابعات.

٣- أن كثيرًا من ذلك له شواهد صحيحة عند مسلم في صحيحه، وخارجه.

٤- أمكن بعد البحث الوقوف على ثبوت السماع في بعض من الأحاديث التي أخرجها مسلم بالعنعنة في صحيحه والتي تكلم بعض أهل العلم فيها من حيث عدم ثبوت السماع.

لذا من غير الإنصاف إطلاق القول بأن مسلمًا عمل بمذهبه في الحديث المعنعن في صحيحه دون التنبيه على قلة ذلك، وعلى أن أكثر ذلك في المتابعات ونحوها. والله أعلم.


(١) انظر صحيح مسلم (١/٥٥٣) .
(٢) انظر صحيح مسلم (٣/١٤٩٩) .
(٣) سير أعلام النبلاء (٦/٢٧) .
(٤) جامع التحصيل (ص٢٩٩) .
(٥) انظر صحيح مسلم (١/٥٦٩) .

<<  <   >  >>