للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فما اكثر الأعداء الذين يحاولون الغرر بالمسلمين وإيجاد مبررات التخاذل لمباعدتهم عن حقيقة الإسلام وصفاءه وإدخال أشياء على المسلمين في دينهم هي من جذور طقوس الديانة اليهودية والنصرانية التي أفسدت حقيقة تلك الديانات السماوية من قبل بما دخلها من تبديل في محاولة دؤوبة لبثها في صفوف المسلمين عن طريق بعض عبادهم وعلمائهم.

وهدفهم من هذا أن يتساووا معهم في المعصية والمخالفة ليسهل بذلك النفاذ إلى المجتمع ثم عن هذا الطريق إدخال أشياء تباعد المسلمين عن الإسلام ومع الزمن والتساهل تتسع الشقة ويكثر البعد فيصبح الإسلام غريباً على أبنائه.

يروى عن سفيان الثوري (٩٧ - ١٦١ هـ) رحمه الله أنه قال: "من فسد من علماء المسلمين ففيه شبه باليهود الذين معهم علم ولم يعملوا به ومن فسد من عباد المسلمين ففيه شبه بالنصارى الذين يعبدون الله على جهل وضلال" نسأل الله السلامة والعافية (١) .

ومن هنا جاءت نقاوة الإسلام في التشريع وصفاؤه في العقيدة وسطاً في العمل ووسطاً في القول ووسطاً في الاعتقاد وقمة في العلاقة مع الله وقد جعل الله أمة الإسلام وسطاً بين الأمم في كل شئ قال تعالى {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً} (٢)

فأمة الإسلام وسط بين رهبانية النصارى وغلوهم في عيسى عليه السلام اعتقادا وفي عبادتهم بالضلال والجهل واتباعهم لرجال الكنيسة بدون فهم أو مناقشة.


(١) - بعضهم ينسبه لغياث بن عيينه رحمه الله.
(٢) - سورة البقرة الآية ١٤٣ وراجع أقوال سيد قطب في الظلال على دلالة الوسط.

<<  <   >  >>