للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سعة الوقت ما يمكنهم من البحث في المسألة وهنا اجتمعت طامتان عدم سعة الوقت والنهي عن الدخول في مسائل الخلاف الشائكة.

إذن تقارب البنا رحمه الله تعالى مع الشيعة ليس عن علم ولا بتشجيع للعلم الذي يتناول هذه الأمور وهذا يستلزم أن نقول ان القوم الذين تعاطفوا أو لنقل دعوا إلى التقارب مع الشيعة ليسوا على علم بمعتقدات الشيعة بل أن مبدأهم هو محاربة هذا العلم أو لنقل النهي عن وجود مثل هذا العلم وهذه نقطة خطيرة يجب أن لا يغفل عنها المتتبعون.

فهل يعتبر موقف هؤلاء حجة تلزم المسلمين باتباعهم؟

لا والله إن موقفهم ليس بحجة ولا هو مبني على علم ودليل وحجة وبرهان والصحيح خلاف موقفهم عن ما نقله الكاتب المذكور يعد حسنة له وإن كنا على يقين انه لا يقصدها لأنها ليست على الشرط الذي اتفق عليه مع من يكتب لهم.

إن حسن البنا رحمه الله تعالى كسائر أهل السنة يهمهم أن يتقارب المسلمون وينبذوا ما بينهم من خلاف لكنه لم يطلع على موقف الشيعة الحقيقي من أهل السنة فالظروف والمشاغل التي واجهته وعدم سعة وقت أتباعه - على حد كلام التلمساني - لم تسمح له أو أن يسمح هو لنفسه بالبحث والتنقيب في كتب الشيعة القديمة التي عليها مدار مذهبهم وبعض الكتب الحديثة التي يخفيها الشيعة عن المساكين وحسني النية والتي يقصرونها عليهم دون إطلاع خصومهم عليها فلم تقع أنظار هؤلاء الطيبين إلا على الكتب الناعمة التي تدعو إلى الوحدة بشكل عام وهذا من إتقان التقية أي خداع الخصوم بالتكتم والمراوغة والحيلولة دون وصولهم إلى الحقيقة.

فعلى إخواننا الذين يحتجون بموقف الشيخ حسن البنا أن يقفوا ويحترموا القاعدة التي تقول: "إن عدم العلم بالشيء لا يعني عدمه" فحسن البنا رحمه الله يعلم (فيما نظن) أن منكر الولاية كافر ومقدم أبي بكر وعمر كافر بلا

<<  <   >  >>