للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحيوان: مقرّ الحياة. ويقال على ضربين: أَحدهما ماله الحاسّة، والثَّانى ماله البقاءُ الأَبدىّ. وهو المذكور فى قوله تعالى: {وَإِنَّ الدار الآخرة لَهِيَ الحيوان} وقد نبّه بقوله (لهى الحيوان) أن الحيوان الحقيقىَّ السّرمدىُّ الَّذى لا يفنى، لا ما يبقى مدّةً ويفنى بعد مدّةٍ. وقال بعض اللغويّين الحيوان والحياة واحدٌ. وقيل: الحيوان ما فيه الحياة والمَوَتان ما ليس فيه الحياة. والحيا: المطر لأَنَّه يحيى به الأَرض بعد موتها. وقوله تعالى: {نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ اسمه يحيى} فيه تنبيه أَنه سماه بذلك من حيث إِنَّه لم تمته الذُّنوب، كما أَماتت كثيراً من ولد آدم، لا أَنَّه كان يعرف بذلك فقط فإِنَّ هذا قليل الفائدة. قوله تعالى: {يُخْرِجُ الحي مِنَ الميت وَيُخْرِجُ الميت مِنَ الحي} أَى يخرج النَّبات من الأَرض والإِنسان من النطفة.

وقوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ} فالتحيّة أَن يقال: حيّاك الله أَى جَعَل لك حياة. وذلك إِخبار ثمّ يجعل دعاء [ويقال: حيّا فلان فلانا تحيّة إِذا قال له ذلك، وأَصل التحية من الحياة، ثم جعل ذلك دعاء] تحيّة لكوْن جمعيه غير خارج عن حصول الحياة أَو بسبب الحياة إِمّا لِدنيا أَو لآخرة. ومنه التَّحِيَّاتُ لله.

<<  <  ج: ص:  >  >>