للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: {واجعله رَبِّ رَضِيّاً} ، وقال: {وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً} ، وقال: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لترضى} ، وقال: {لَّقَدْ رَضِيَ الله عَنِ المؤمنين} وقال لنبيِّه: {لَعَلَّكَ ترضى} . قال: {وَيَرْضَيْنَ بِمَآ آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ} وقال: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فترضى} ، وقال: {لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ} وقال: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} أَى مرضيّة. وقال: {ارجعي إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً} وقال: {رَّضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} .

واعلم أَنَّ العلماء قد أَجمعوا على أَنَّ الرِّضا مستَحبٌّ، مؤَكد استحبابُه. واختلفوا فى وجوبه على قولين. والأَكثر على تأَكُّد استحبابه، فإِنه لم يرد الأَمر به كما ورد فى الصبر، وإِنَّمَا جاءَ [الثناءُ] على أَصحابه. وأَمَّا ما يروى من الأَثَر: "من لم يرض بقضائى، ولم يصبر على بلائي، فلْيتَّخذ ربًّا سِوَاىَ" فهذا أَثر إِسرائيلىٌّ لم يصحّ عن النبى صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا سيّما عند من يَرَى أَنَّه من جملة الأَحوال الَّتى ليست مكتسبة، وأَنه موهِبة محضة. فكيف يؤمر به وليس مقدورًا!

وهذه مسأَلة اختلف فيها السّالكون على طرق ثلاث: فقال شيوخ خُراسان: إِنَّه من جملة المقامات وهو نهاية التوكل، وقال آخرون:

<<  <  ج: ص:  >  >>