للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأَما المتشابهات فقوله: {إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد} وفى آخرها {إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الميعاد} فعَدَل من الخطاب إِلى لفظ الغَيبة فى أَول السورة، واستمر على الخطاب فى آخرها؛ لأَن ما فى أَول السورة لا يتصل بالكلام الأَول، كاتصال ما فى آخر السورة به؛ فإِن اتصال قوله {إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد} بقوله {إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيْهِ} معنوىّ، واتصال قوله {إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الميعاد} بقوله {رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدْتَنَا} لفظىّ ومعنوىّ جميعاً؛ لتقدم لفظ الوعد. ويجوز أَن يكون الأَول استئنافاً، والآخر من تمام الكلام.

قوله {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ والذين مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ الله} كان القياس: فأَخذناهم لكن لما عدل فى الآية الأُولى إِلى قوله {إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد} عدل فى هذه الآية أَيضا لتكون الآيات على منهج واحد. قوله {شَهِدَ الله أَنَّهُ لاَ إلاه إِلاَّ هُوَ} ثم كرّر فى آخر الآية، فقال: {لاَ إلاه إِلاَّ هُوَ} لأَن الأَول جَرَى مَجْرى الشهادة، وأَعاده ليجرى الثانى مجرى الحكم بصحّة ما شهد به الشهود.

قوله {وَيُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ} كرّره مرتين؛ لأَنه وعيد عُطف عليه وعيد آخر فى الآية الأُولى، فإِن قوله {وَإِلَى اللهِ الْمَصِيْر} معناه: مَصِيركم إِليه، والعقاب مُعَدٌّ له، فاستدركه فى الآية الثانية بوعد وهو قوله {وَاللهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>