للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِنّ كلاًّ أَقرَّ بخلقه إِياهم وإِنْ أَشركوا معه، كقوله: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله} . وقال ابن عباس: أَسلموا بأَحوالهم المنبئة عنهم، وإِن كفر بعضهم بمقالتهم، ذلك هو الإِسلام فى الذَّرْءِ الأَوّل حيث قال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} ، وذلك هو دلائلهم الَّتى فُطِرُوا عليها من العقل المقتضى لأَن يسلموا، وإِلى هذا أَشار بقوله: {وَظِلالُهُم بالغدو والآصال} .

وقال بعض المحقِّقين: من أَسلم طوعاً هو الذى طالع المثيب والمعاقِب، لا الثواب والعقاب فأَسلم له، ومن أَسلم كرها هو الذى طالع الثواب والعقاب، فإِنه أَسلم رهبة ورغبة. ونحو هذه الآية: {وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السماوات والأرض طَوْعاً وَكَرْهاً} وقوله: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً} أَى كُلْفة ومشقَّة، وقوله: {ولاكن كَرِهَ الله انبعاثهم} أَى لم يُرِد. والله أَعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>