للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والواجِبُ يقال على أَوْجُه: يقال فى مُقابَلَة المُمْكِن وهو الحاصِلُ الَّذى إِذا قُدّرَ كَوْنُه مرتفعاً حَصَل منه مُحالٌ، نحوُ وجُودِ الواحِد مع وُجودِ الاثْنَيْن، فإِنَّه مُحالٌ أَن يرتفع الواحدُ مع حصول الاثْنين.

الثانى: يُقال الَّذِى إِذا لم يُفْعَلْ يُستحقُّ [به] اللَّوْمُ، وذلك ضَرْبان: واجبٌ من جهة العَقْل كوُجوب معرفةِ الوَحْدانية والنُبُوَّة، وواجبٌ من جهة الشَّرْع كوُجوب العِبادات المُوَظَّفة.

وقيل: الواجِبُ يُقال على وَجْهَين: أَحدُهما يُراد به اللازِمَ الوجوب، فإِنَّه لا يصحّ أَن لا يكون موجوداً، كقولنا فى الله تعالى إِنّه واجبٌ وُجوده. والثانى الواجبُ بمعنى أَنَّ حَقَّه أَنْ يُوجَدَ.

وقولُ الفُقَهاء: الواجِبُ الذى يستحق تارِكُه العِقابَ وصْفٌ له بشىء عارِض له، ويَجْرى مَجْرَى مَنْ يقول: الإِنسانُ الذى إِذا مَشَى مَشَى على رِجْلَيْن.

وأَوْجَبَ الرّجلُ: إِذا عَمِلَ عَمَلاً يُوجِبُ الجنَّةَ أَو النَّار. ويُقال للحَسَنَة والسّيِّئة مُوجبَةٌ. وفى الدُّعاءِ النَّبوىّ: "اللَّهُمَّ إِنَّى أَسأَلك مُوجِباتِ رَحْمَتِك" وقيل/ للنبىّ صلَّى الله عليه وسلَّم "إِن صاحِباً لنا قد أَوْجَبَ فقال: مُرُوهُ فَلْيُعْتِقُ رَقَبَةً" أَى ارتكب كبيرةً وَجَبت له النَّارُ. وفى حديثه الآخر: "أَوْجَبَ ذو الثلاثَةِ والاثْنَين" أَى الذى أَفْرَطَ من وَلَده ثلاثةً أَو اثنين. والكلمة المُوجِبَةُ لا إِله إِلاَّ الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>