للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لفظ الافِعال توهمّوا أَنَّ التَّاءَ من نفس الكلمة، فجعلوه إِتَقَى يَتَقَى بفتح التاءِ فيهما، ثمَّ لم يجدوا له مثالاً فقالوا: تَقَى يَتْقِى مثل قَضَى يَقْضِى. وتقول فى الأَمر: تَقْ، والمرأَة تَقِى ومن ذلك قوله:

زيادتُنا نُعْمانُ لا تَقْطَعَنَّها ... تَقِ اللهَ فينا والكِتابَ الَّذى تَتْلُو

بنى الأَمر على المُخفَّف "ومن عَصَى اللهَ لم تَقِهْ منه واقِيةً".

قال أَبو عبد الله التُّونُسى: حقيقةُ التَّقْوَى عبارةٌ عن امتِثال المأْموراتِ واجتنابِ المَنْهِيّات.

وقال الغزالى: التَّقْوَى فى قول شُيوخنا: تنزيهُ القَلْب عن ذَنْب لم يسبق منك مِثْلُه حتى يَحْصُلَ للعبدِ من قُوّة العَزْم على تركِه وِقايةٌ بينه وبين المعاصى. وأَمّا تفصيلاً فإِنَّ التقْوَى تُطْلق فى القرآن الكريم على ثلاثة أَشياء:

أَحدها: بمعنى الخَشْيَة والهَيْبة، قال الله تعالى: {وَإِيَّايَ فاتقون} وقال تعالى: {واتقوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله} .

والثانى: بمعنى الطَّاعة والعِبادَة، قال الله تعالى: {ياأيها الذين آمَنُواْ اتقوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ} ، قال ابنُ عبّاسٍ: أَطيعوا الله حَقَّ طاعَتِه. قال مُجاهد: هو أَن يُطاع ولا يُعْصَى وأَن يُذْكَر فلا يُنْسَى، وأَن يُشْكَر فلا يُكْفَر.

<<  <  ج: ص:  >  >>