للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكره الله تعالى باسمه فى مواضع من التَّنْزيل: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ المرسلين} . {فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ} ، {وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى العالمين} . ويُرْوَى أَنَّه لَمَّا الْتَهمَهُ الحُوتُ جعل يُسَبِّح الله تعالى فى بَطْنِه فقالت ملائكة السَّماءِ يا رَبَّنا إِنَّا نَسْمَع صوتَ عبدِ معروفٍ من مكانٍ مَجْهولٍ، فقال الله تعالَى: ذاك صوتُ عَبْدِى يونُس قَنَّط عبادى / من رَحْمَتِى فأَوْقَعْتُه فى ظُلْمة البحر وبَطْن الحوت. وكان يُونُس يَنُوحُ على نفسه فى جَوْف الحوت ويقول: إِلهِى من الجِبال انْزَلْتَنِى، ومن بين العِباد أَخْرَجْتَنِى، وفى البحار صَيَّرْتَنِى، وفى بَطْنِ الحُوتِ حَبَسْتَنِى، وبشُؤْم الزَلَّةِ ابْتَلَيْتَنِى، فلو نَجَّيْتَنِى من سِجْنِك لأَعْبُدَنَّك عِبادَةً لم يَعْبُدْك أَحَدٌ من العالمين، {لاَّ إلاه إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظالمين} .

قال:

آثَرَ اللهُ فارْضَ بالقُوتِ ... لا تَسَخَّطْ قَضاءَ مَوْقُوتِ

إنَّما الصَّبْرُ والرِّضَا عَقدا ... عِقْدَيْن من لُؤْلُؤٍ ويَاقُوتِ

أَخُور الرِّضا صائرٌ إِلى مِقَةٍ ... وصاحِبُ السُّخْط شَرُّ مَمْقُوتِ

قيلَ لصَدْر الأَنامِ ارْضَ ولا ... تكُنْ جَزُوعا كصاحِب الحُوتِ

<<  <  ج: ص:  >  >>