للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلى باب المسجد وعليه لباسٌ من صُوف وبيده عكَّازه مثل شيخ كبير، / فنظره النَّبى صلَّى الله عليه وسلَّم فأَنْكَرَه إِذ لم يسلِّم عليه، فقال عليه السّلام ما أَنت يا شيخ؟ فقال: أَنا إِبْليس أَمرنى الله تعالَى أَنْ أُجيبَك عن كلّ ما تسأَل، فسَلْ ما تريد. فقال صلى الله عليه وسلَّم: كَمْ أَعداؤكَ من أُمَّتِى؟ قال: خمسة عشر، وأَنت رأْسهم وأَوّلهم، والإِمام العادل، والغنىُّ المتواضعُ، والتَّاجر الصَّدُوق، والعالم المتخشع، والمؤمن النَّاصح، والمؤمن الرّحيمُ القلب، والمتورّع عن الحرام، والمُدِيمُ على الطَّهارة، والَّذى يؤدّى حَقَّ مالِه، والمؤمن السّخىّ، والمؤمن الكثير الصّدقة، وحامل القرآن، والقائم بالليل، والقائم على التَّوبة! قال: فكم رُفَقاؤك من أُمّتى؟ قال: عشرة: السّلطان الجائر، والغَنِىُّ المتكبّر، والتاجر الخائن، وشارب الخمر، وصاحب الزِّنَى، وصاحب الرِّبا، والقَتَّال، وآكلُ أَموال اليتامى، ومانعُ الزكاة، والطويل الأَمَل، هؤلاء خواصِّى. قال: كيف موضع صلاة أُمّتى منك؟ قال: تأْخذنى الحُمَّى! قال فموضع خَوْضِهم فى العلم؟ قال: أَذُوب كما يذوب الرّصاص! قال: فالصوم؟ قال: أَصير أَعْمَى. قال: فقراءة القرآن؟ قال: أَصير أَصَمّ! قال: الحج؟ قال: إِذاً قَيَّدُونى. قال: الجهاد؟ قال: يجمع يداى إِلى عُنُقى بالغُلّ. قال: الصَّدقة؟ قال: مِنْشارٌ يُوضَع على رأْسى فأُقطع نصفين نصف إِلى المشرق ونصف إِلى المغرب. قال: فَلِم ذاك يالعين؟ قال لأَنَّ لهم فى الصّدقة ثَلاثَ خِصال. يكون الله غريماً لهم، وأَن يكونوا من وَرَثة أَهلِ الجَنَّة. وعُصِمُوا منى أَربعين يوماً، وأَىّ مصيبة أَعظم من ذلك! فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: "مَنْ أَبْغَضُ الخلقِ إِليك؟ فقال: العالِمُ النَّاصح لنفسه ولأَئمة المسلمين. فقال: مَنْ أَحَبُّهم إِليك؟ فقال: العالِم البخيل بعِلْمه، الشحيحُ بِدرْهَمِه. فقال: كم لك من الأَعوان؟ فقال: أَكثر من قَطْر المَطَر ووَرَق الأَشجار، ورَمْل القِفار. فقال صلَّى الله عليه وسلم: اللهم اعْصِمْ أُمَّتِى. قال: فولَّى اللَّعينُ هارباً.

وقد دعاه الله تعالى فى القرآن العظيم بسبعين اسماً قَبِيحاً.

الأَوّل: الشَّيطان {كَمَثَلِ الشيطان} ، وَوَسْواس وخَنَّاس {مِن شَرِّ الوسواس الخناس}

<<  <  ج: ص:  >  >>