للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَى العرش استوى} أَى أَقبل على أَمره، واستولى على مِلكه، وقدر عليه بالقهر والغلبة. وهو أَعظم المخلوقات، وأَكبر الموجودات. فإِذا قهره وقدر عليه، فكيف ما دونه لديه.

قال أَبو القاسم الأَصبهانى: استوى يقال على وجهين. أَحدهما يُسند إِلى فاعلَين فصاعداً، نحو استوى زيد وعمرو فى كذا، أَى تساويَا.

الثانى: أَن يقال لاعتدال الشئ فى ذاته، نحو قوله تعالى: {ذُو مِرَّةٍ فاستوى} ، ومتى عدّى بعلى اقتضى معنى الاستيلاء، نحو {الرحمن عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} . وقيل معناه: استوى له ما فى السّماوات، وما فى الأَرض بتسويته تعالى إيّاه؛ كقوله تعالى: {ثُمَّ استوى إِلَى السمآء فَسَوَّاهُنَّ} . وقيل: معناه استوى كلّ شيءٍ فى النسبة إِليه، فلا شئَ أَقربُ إِليه من شىءٍ؛ إِذ كان تعالى ليس كالأَجسام الحالَّة فى مكان دون مكان. وإِذا عُدّى بإِلى اقتضى معنى الانتهاءِ إِليها إِمّا بالذَّات، أَو بالتَّدبير. والله أَعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>