للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قريشا لن يعادوه معهم قال أبو طالب، وبادى «١» قومه بالعداوة، ونصب لهم الحرب «٢» فقال:

منعنا الرسول رسول المليك ... ببيض تلألأ كلمع البروق

بضرب بزبر دون التهاب ... حذار البوادر كالخنفقيق «٣»

أذب وأحمي رسول المليك ... حماية حام «٤» عليه شفيق

وما أن أدب لأعدائه ... دبيب البكار «٥» حذار الفنيق «٦»

ولكن أزئر لهم سامياً ... كما زأر ليث بغيل مضيق

فلما رأى أبو طالب من قومه ما سره من جدهم معه، وحدبهم عليه جعل يمدحهم ويذكر قديمهم، ويذكر فضل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيهم، ومكانه منهم، ليشتد لهم رأيهم فيه، وليحدبوا معه على أمرهم، فقال أبو طالب:

إذا اجتمعت يوماً قريشاً لفخر ... فعبد مناف سرها وصميمها [٥٧]

وإن حصلت أشراف عبد منافها ... ففي هاشم أشرافها وقديمها

وإن فخرت يوماً فإن محمداً ... هو المصطفى من سرها وكريمها

تداعت قريش غثها وسمينها ... علينا فلم تظفر وطاشت حلومها

وكنا قديماً لا نقر ظلامة ... إذا ما ثنوا صعر الخدود نقيمها

ونحمي حماها كل يوم كريهة ... ونضرب عن أحجارها من يرومها «٧»


(١) في الأصل: «بادوا» وفي ع «تادوا» وهو تصحيف لعل الصحيح ما أثبتناه.
(٢) في ع: الحارث.
(٣) في الأصل «الجنفقيق» ، وفي ع: الجنففيق» ولم أعثر لأي منهما على معنى أو ذكر في معاجم وكتب العربية مثل اللسان والقاموس والمخصص والمعرب، ولعلهما تصحيف لكلمة «الخنفقيق» أي الداهية كما جاء في اللسان.
(٤) في ع: دام.
(٥) جمع بكرة، أي اناث الجمال.
(٦) الجمل الفحل.
(٧) انظر الأبيات وشروحها في الروض: ٢/ ١٠.

<<  <   >  >>