للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تناولونه أو تعطلون لقتله صوارم ... تفري كل عظم ومفصل

وتدعو بويل أنتم إن ظلمتم ... مقابله في يوم أغر محجل

فمهلا ولما تنجح الحرب بكرها ... ويأتي تماما أو بآخر معجل

وانا متى ما نمرها بسيوفنا ... تجلجل «١» وتعرك من نشا بكلكل

ويعلو ربيع الأبطحين محمد ... على ربوة من راس عنقاء عيكل «٢»

ويأوي إليها هاشم إن هاشماً ... عرانين كعب آخر بعد أول [٦٣]

فإن كنتم ترجون قتل محمد ... فروموا بما جمعتم نقل يدبل «٣»

فإنا سنمنعه بكل طمرة «٤» ... وذي ميعة «٥» نهد المراكل هيكل «٦»

وكل رديني طمى كعوبة «٧» ... «٨» وغصب كما ماض الغمامة مفصل

بأيمان شم من ذوابة هاشم ... مغاوير بالأبطال في كل محفل

نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: فلما سمعت قريش بذلك، ورأوا منه الجد وأيسوا منه، فأبدوا لبني عبد المطلب الجفاء، فانطلق بهم أبو طالب فقاموا بين أستار الكعبة، فدعوا الله على ظلم قومهم لهم، وفي قطيعتهم أرحامهم واجتماعهم على محاربتهم، وبتأولهم سفك دمائهم، فقال أبو طالب: اللهم إن أبي قومنا إلا النصر علينا، فعجل نصرنا، وحل بينهم وبين قتل إبن أخي، ثم أقبل إلى جمع قريش وهم ينظرون إليه وإلى أصحابه، فقال أبو طالب: ندعو


(١) في ع: تخلخل.
(٢) العنقا، طائر اسطوري دعاه العرب باسم عنقاء، مغرب، والعيكل ظهر الكثيب أو العظيم من الرمال.
(٣) جبل مشهور الذكر بنجد.
(٤) الفرس الجواد.
(٥) في ع: نيعه.
(٦) في ع يكل، ويصف هذا الشطر الفرس وجودتها.
(٧) الرمح الرديني منسوب الى ردينة، وهي امرأة كانت تعمل الرماح، وطمى غطى، الكعوب ما بين الانبوبتين من القصب.
(٨) العضب: الحسام القاطع.

<<  <   >  >>