للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع صوت عمر، وليس عليه رداء، حتى أخذ بمجمع قميص عمر، ورداءه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أراك منتهياً يا عمر حتى ينزل الله بك من الرجز ما أنزل بالوليد بن المغيرة، ثم قال: اللهم اهد عمر، فضحك عمر، فقال: يا نبي الله أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فكبر أهل الإسلام تكبيرة واحدة سمعها من وراء الدار والمسلمون يومئذ بضعة وأربعون رجلاً واحدى عشرة امرأة.

نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق: قال: قال عمر حين أسلم:

الحمد لله ذي المن الذي وجبت ... له علينا أيادي ما لها غير

وقد بدأنا فكذبنا فقال لنا ... صدق الحديث نبي عنده الخبر

وقد ظلمت ابنة الخطاب ثم هدى ... ربي عشية قالوا قد صبا عمر

وقد ندمت على ما كان من زلل ... بظلمها حين تتلى عندها السور

لما دعت ربها ذا العرش جاهدة ... والدمع من عينها عجلان يبتدر [٨١]

أيقنت أن الذي تدعوه خالقها ... فكاد «١» يسبقني من عبرة درر

فقلت أشهد أن الله خالقنا ... وأن أحمد فينا اليوم مشتهر

نبي صدق أتى بالحق من ثقة ... وافى الأمانة ما في عوده خور

نا أحمد: نا يونس عن ابن اسحاق قال: قال عمر عند ذلك: والله لنحن بالاسلام أحق أن ننادي «٢» منا بالكفر، فليظهرن لمكة دين الله، فإن أراد قومنا بغياً علينا ناجزناهم، وإن قومنا أنصفونا قبلنا منهم، فخرج عمر وأصحابه، فجلسوا في المسجد، فلما رأت قريش إسلام عمر سقط في أيديهم.

نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني نافع عن ابن عمر قال: لما أسلم عمر بن الخطاب قال: أي أهل مكة أنقل للحديث؟ قالوا: جميل بن معمر الجمحي، فخرج عمر، وخرجت وراء أبي وأنا غليم أعقل كلما رأيت، حتى أتاه، فقال: يا جميل هل علمت أني أسلمت؟ فو الله ما راجعه الكلام


(١) في ع: فعاد.
(٢) في ع: ينادى.

<<  <   >  >>