للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأرض الحبشة وحمدوا جوار النجاشي، وعبدوا الله لا يخافون على دينهم أحداً، وكان قد أحسن النجاشي جوارهم حين نزلوا به فقال:

الا أبلغا عني مغلغلة من كان ... يرجو بلاغ الله والدين

كل امرىء من عباد الله مضطهد ... ببطن مكة مقهور ومفتون

أنا وجدنا بلاد الله واسعة تنجي ... من الذل والمخزاة والهون

فلا تقيموا على ذل الحياة ولا خزي ... الممات وعيب غير مأمون

إنا تبعنا رسول الله فاطرحوا ... قول النبي وغالوا في الموازين

فاجعل عذابك في القوم الذين بغوا ... وعائذيك أن يعلوا فيطغوني [١٠٧]

وقال أيضاً يذكر نفي قريش إياهم من بلادهم ويعاتب بعض قومهم في ذلك فقال:

أبت كبدي لا أكذبنك قتالهم ... علي وتأباه علي أناملي

وكيف قتالي معشر يأدبونهم «١» ... على الحق ألا يأشبوه بباطل

نفيتم عباد الله من حر أرضهم ... فأضحوا على أمر كثير البلابل

فإن تك كانت في عدي أمانة ... عدي بن كعب من يفى ويواسل

فقد كنت أحسب أن ذلك فيكم ... بحمد الذي لا يطبى بالجعائل

فبدلت شبلا شبل كل كتيبة بذي ... فخرها مأوى الضعاف الأرامل

وقال أبو طالب حين رأى ذلك من رأيهم، وما نشبوا فيه، أبياتا للنجاشي يحضه على حسن جوارهم والدفع عنهم فقال:

ألا ليت شعري كيف في النأي جعفر ... وزيد وأعداء العدو الأقارب

وهل نال أفعال النجاشي جعفرا ... وأصحابه أم عاق ذلك شاغب

تعلم- أبيت اللعن- أنك ماجد ... كريم فلا يشقى لديل المجانب

تعلم بأن الله زادك بسطة ... وأسباب خير كلها بك لازب


(١) في ع: يأدبونكم.

<<  <   >  >>