للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم، فصادفه في بيت أبي أيوب، فاخبره بخبر الذئب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقت، احضر العشية فإذا رأيت الناس قد اجتمعوا فأخبرهم ذلك ففعل، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر واجتمع الناس أخبرهم الاسلمي خبر الذئب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق، صدق، صدق، تلك الأعاجيب بين يدي الساعة، فرددها ثلاثاً، أما والذي نفس محمد بيده ليوشك الرجل أن يغيب عن أهله الروحة أو الغدوة ثم يخبره سوطه أو عصاه أو نعله بما أحدث أهله من بعده «١» .

نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني عبد الرحمن الأعرج عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال- وحدث عن رجل ركب بقرة فاستحثها يضربها فقالت: يا عبد الله إني لم أخلق لهذا، قال القوم: سبحان الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبتم «٢» لذلك؟ قالوا:

نعم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأنا أؤمن به، وأبو بكر، وعمر، وما هما ثم.

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ذئباً عدا على غنم رجل فأخذ منها شاة، فطلبها الرجل حتى نزعها [١٤١] منه، فقال الذئب: هذا أنت منعتها اليوم مني، فمن الذي يمنعها يوم السبع إذ ليس فيها راعي غيري؟! فسبح القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من هذا؟ قالوا: نعم، قال: فإني أؤمن به أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم.

نا يونس عن يحيى بن أبي أنيسة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما راعي في غنمه، فعدا الذئب فأخذ شاة من


(١) الأحاديث عن هذه العلامات كثيرة متفرقة في مختلف الكتب الاسلامية لمختلف الطوائف ولعل أكثرها كمية موجودة في كتاب الملاحم والفتن لنعيم بن حماد (ت ٢٢٧ هـ) وهو مخطوط قمت بتحقيقه وسأدفعه للطباعة في أقرب فرصة وينصح القارىء بالعودة أيضا إلى كتاب تثبيت دلائل النبوة للقاضي عبد الجبار وكتاب دلائل النبوة لأبي نعيم.
(٢) في ع: عجبت.

<<  <   >  >>