للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما مضى، فهي إلى آل العباس بولاية العباس إياها إلى هذا اليوم.

حدثنا أحمد قال: نا يونس عن ابن إسحق قال: ولما هلك عبد المطلب، كانت الرئاسة بعده والشرف والسن في قومه بني عبد مناف لحرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فأطعم الناس، وحاط العشيرة، وشرف قومه، ونصب قبة بمكة للضيف، يطعم فيها من جاءه، وكان عبد المطلب- فيما يزعمون- يوصي أبا طالب برسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن عبد الله وأبا طالب لأم، فقال عبد المطلب- فيما يزعمون- فيما يوصيه به، واسم أبي طالب عبد مناف:

أوصيك يا عبد مناف بعدي ... بموحد بعد أبيه فرد

فارقه وهو ضجيع المهد «١» ... فكنت كالأم له في الوجد

تدنيه من أحشائها والكبد ... حتى إذا خفت مداد الوعد

أوصيت أرجى أهلنا للتوفد ... بابن الذي غيبته في اللحد

بالكره مني ثم لا بالعمد ... فقال لي والقول ذو مرد

ما ابن أخي ما عشت في معد ... إلا كأدنى ولدي في الود

عندي أرى ذلك باب الرشد ... بل أحمد قد يرتجى للرشد

وكل أمر في الأمور ود ... قد علمت علام أهل العهد

ان ابني سيد أهل نجد ... يعلو على ذي البدن الأشد

وقال عبد المطلب أيضاً:

أوصيت من كنيته بطالب ... عبد مناف وهو ذو تجارب

بابن الذي قد غاب غير آئب ... بابن أخ والنسوة الحبائب

بابن الحبيب أقرب الأقارب ... فقال لي كشبه المعاتب

لا توصني ان كنت بالمعاتب ... بثابت الحق علي واجب


(١) تبعا لبعض الروايات الشاذة ولد النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاة أبيه بعدة أشهر.

<<  <   >  >>