للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فثنى زبيراً بحيرا فانثنى ... في القوم بعد تجادل وبعاد

ونهى دريسا فانتهى عن قوله ... حبر يوافق أمره برشاد

وقال أبو طالب أيضاً:

ألم ترني من بعد هم هممته ... بفرقة «١» حر الوالدين كرام

بأحمد لما أن شددت مطيتي ... برحلي وقد «٢» ودعته بسلام

بكى حزنا والعيس قد فصلت بنا ... وأخذت بالكفين فضل زمام

ذكرت أباه ثم رقرقت عبرة ... تجود من العينين ذات سجام

فقلت: تروح راشدا في عمومة ... مواسين في البأساء غير لئام

فرحنا مع العير التي راح أهلها ... شآمي الهوى والأصل غير شآمي

فلما هبطنا أرض بصرى تشرفوا ... لنا فوق دور ينظرون جسام

فجاد بحيرا عند ذلك حاشدا ... لنا بشراب طيب وطعام [٤]

فقال: اجمعوا أصحابكم لطعامنا ... فقلنا جمعنا القوم غير غلام

يتيم، فقال: ادعوه إن طعامنا ... كثير، عليه اليوم غير حرام

فلما رآه مقبلا نحو داره ... يوقيه حر الشمس ظل غمام

حنا رأسه شبه السجود وضمه ... إلى نحره «٣» والصدر أي ضمام

وأقبل ركب يطلبون الذي رأى ... بحيرا من الأعلام وسط خيام

فثار إليهم خشية لعرامهم ... وكانوا ذوي دهى معا وعرام

دريساً وتماما وقد كان فيهم ... زبيراً وكل القوم غير نيام

فجاءوا وقد هموا بقتل محمد ... فردهم عنه بحسن خصام

بتأويله التوراة حتى تفرقوا ... وقال لهم: ما أنتم بطغام

فذلك من أعلامه وبيانه ... وليس نهار واضح كظلام


(١) في ع لفرقة.
(٢) في ع لترحل اذ.
(٣) في ع نجده.

<<  <   >  >>