للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما أن أراد أن يدخل من باب القلعة، تقدم إليه، وقال له: لا تدخل إلا أنت وحدك. وكان في ركابه جماعة فمنعوهم. فلم يتتم له ما أراد.

وعاد ابن زين الدين إلى داره، وقيل إن ابن مقبل الاسباسلار، قال له: أنت تصعد إلى القلعة، فما هذا الزرد عليك؟ فعاد، وجعل يعتذر عما شاع في الناس من فعله.

وكتب شهاب الدين الوالي وجمال الدين شاذبخت إلى عز الدين كتاباً بخط حسين بن يلدك، إمام المقام. وأخذ تحته خطوط الأجناد، والنقيب، والاسباسلار. فلم يمكن عز الدين مكاشفته في ذلك، لقرب الملك الناصر من البلاد.

وبعث مظفر الدين إلى عز الدين يعتذر، ويقول: إن الإسماعيلية أوعدوني القتل، وما أمكنني إلا الاحتراز بالسلاح، أنا، ومن معي، وأنكر الحفظة بالقلعة ذلك علي، ولم يكن ذلك لأمر غير ما ذكرته. فلم يقابله على ذلك.

وأما طمان، فإنه قبض على الجماعة الذين كانوا معه، وحبسهم في القلعة، واطلع على ما كانوا أضمروه، وأطلقهم في اليوم الثاني، وستر هذا الأمر.

ثم وصل قطب الدين بن عماد الدين إلى حلب، ثم ورد أبوه عماد الدين، فوصل بأهله، وماله، وأجناده، زوجته بنت نور الدين. ووصل على البرية من جهة الأحمص. والتقاه الأكابر من الحلبيين. وصعد إلى قلعة حلب، في ثالث عشر المحرم، من سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، وقيل في مستهله.

وولى القلعة عبد الصمد بن الحكاك الموصلي، والعسكر، والخزائن، والنظر في أحوال القلعة إلى مجاهد الدين بزغش. وأنرل شاذبخت من القلعة. والقضاء، والخطابة والرئاسة، على ما كان عليه، في أيام أخيه وابن عمه.

وولى الوزارة بهاء الدين أبا الفتح نصر بن محضد بن القيسراني، أخا موفق الدين خالد، وزير نور الدين واستمر الشيعة في أيامه، وأيام أخيه، على قاعدتهم، قي أقرهم عليها الملك الصالح، من إقامة شعارهم بالشرقية، بالمسجد الجامع. وأبقي سرخك في حارم على ما كان عليه. وحكم شاذبخت في عزاز

<<  <   >  >>