للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلم يحتفل به صاحب شيزر شهاب الدين يوسف بن مسعود بن سابق الدين، وأنفذ إليه إقامة يسيرة وهي شيء من الشعير على حمير، سخرها من بلد شيزر فشق عليه ذلك.

فلما دخل حلب استدعى سيف الدين علي بن قلج الظاهري، وسيره إلى الملك الكامل، ليستأذنه في حصار شيزر، وأخذها، وكانت مضافة إلى حلب، وإنما خاف أن يلقي صاحبها نفسه على الملك الكامل، فيشفع إليه في أمره، فلا يتم له ما يريد.

فصعد سيف الدين إلى دمشق، وقرر مع الملك الكامل، الأمر على ما يختاره الملك العزيز، وسير إلى السلطان الملك العزيز، وأعلمه بذلك، فأخرج العسكر، والزردخاناه، ونزل العسكر على شيزر، واحتاط الديوان، على ما في رستاق شيزر من المغلات.

ووصل سيف الدين بن قلج من دمشق، وخرج السلطان بنفسه، فنصب عليها المناجيق، من جهة الجبل، وترك المنجنيق المغربي، قبالة بابها. وسير إلى صاحبها، وقال له: والله لئن قتل واحد من أصحابي، لأشنقتك بدله. فقتدم إلى الجرخية بالقلعة، أن لا يرمي أحد بسهم، وتبلد، وأسقط في يده.

وأرسل الملك الكامل إلى السلطان نجابين، ومعهما خمسة آلاف دينار مصرية، ليستخدم بها رجالة، يستعين بهم على حصار شيزر.

وقدم إليه إلى شيزر الملك المظفر محمود صاحب حماة وأرسل إليه صاحب شيزر، يبذل له تسليمها، على أن يبقي عليه أمواله، التي بها، ويحلف له على أملاكه، بحلب. فأجابه إلى ذلك.

ونزل من شيزر إلى خدمة السلطان، وسلمها إليه، ووفى له السلطان بما اشترطه، وصعد السلطان إلى القلعة، وأقام أياماً بشيزر، ثم دخل إلى مدينة حلب.

<<  <   >  >>