للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حين كان الملك الصالح محبوساً بالكرك، وامتدت أطماعهم إلى البلاد المجاورة لهم، وكثر تثقيلهم على الملك الحافظ أرسلان ابن الملك العادل، بناحية قلعة جعبر، وهو يداريهم، ويبذل لهم الأموال، وأطماعهم تشتد.

واتفق أنه فلج، وخاف من ولده، فأرسل إلى أخته الملكة بحلب يطلب منها أن تقايضه بقلعة جعبر وبالس، إلى شيء تعمل له، بمقدار قلعة جعبر، وبالس. فاتفق الأمر على أن تعوضه بعزاز، ومواضع تعمل بمقدار ذلك. وسير من حلب من تسلم قلعة جعبر، في صفر من سنة ثمان وثلاثين وستمائة. ووصل الملك الحافظ إلى حلب، في هذا الشهر، وصعد في المحفة ألى القلعة، واجتمع بأخته الملكة، وأنزل في الدار المعروفة بصاحب عين تاب تحت القلعة وسلمت إلى نوابه قلعة عزاز.

فخرج الخوارزمية، عند ذلك، وأغاروا على بلد قلعة جعبر، ووصلوا بالس، فأغاروا عليها، ونهبوها، ولم يسلم منها إلا من كان خرج عنها إلى حلب وإلى منبج.

وفي هذا الشهر، توفي القاضي. جمال الدين أبو عبد الله، محمد بن عبد الرحمن بن علوان قاضي حلب وولي قضاءها بعده نائبه ابن أخيه كمال إلا أبو العباس، أحمد ابن القاضي زين الدين أبي محمد.

وخرج عسكر حلب إلى جهة الخوارزمية، ومقدمهم الملك المعظم تورانشاه، ابن الملك الناصر، فنزلوا بالنقرة، ورحلوا منها إلى منبج، وأقاموا بها مدة. وتجمع الخوارزمية في حران، والحلبيون غير محتفلين بأمرهم وعسكر حلب بعضه في نجدة ملك الروم في مقابلة التتار، وبعضهم في قلعة

<<  <   >  >>