للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سبيل هذا القطع لا يبالي بمن خالفه، ولا يعبأ بكثرتهم، فيقول مثلاً:

أ - ((والإجماع المروي بأخبار الآحاد حجة خلافاً لأكثر الناس)) (١) .

ب - ((وأما النكرة في سياق النفي، فهي من العجائب في إطلاق العلماء من النحاة والأصوليين. يقولون: النكرة في سياق النفي تعمُّ. وأكثر هذا الإطلاق

باطل)) (٢) .

ويمكن تحليل هذا الموقف منه بإرجاعه إلى قوة شخصية القرافي العلمية، وما حباه الله من رسوخ في التأليف، حتى غدا يكتب بقناعة أكيدة.

[٤ - المحسنات البلاغية]

اكتنف الكتابَ أساليبُ بلاغية متنوعة، ففي علم المعاني تنوَّع أسلوبه ما بين الخبر والإنشاء، فوظَّف الخبر في العرض والتقرير، وتوسَّل بالإنشاء للإثارة والتنبيه

والتعجب.

ويظهر الأسلوب الإخباري لمجرَّد العرض عندما يبدأ القرافي بعرض آراء الآخرين، كما يلاحظ في النصوص التالية:

أ - ((قال جماهير الفقهاء والمعتزلة يجب اتباعه - صلى الله عليه وسلم - في فعله. . .)) (٣) .

ب - ((قال القاضي منَّا والغزالي: هو خطاب دالٌّ على ارتفاع حكم

ثابت. . .)) (٤) .

جـ - ((وقال أبو حنيفة: يقبل قول المجهول)) (٥) .

د - ((والأكثرون اتفقوا على التمسك به، وأنكره بعضهم، وقال: يلزم التخيير أو التوقف)) (٦) . بينما يستعمل القرافي الأسلوب الخبري التقريري عندما يبدأ بتقديم رأيه في الموضوع، ويتبين ذلك فيما يلي:


(١) انظر: القسم التحقيقي ص ١٤٩.
(٢) شرح تنقيح الفصول (المطبوع) ص ١٨١.
(٣) انظر: القسم التحقيقي ص ١٠.
(٤) انظر: القسم التحقيقي ص ٤٢
(٥) انظر: القسم التحقيقي ص ٢٤٠.
(٦) انظر: القسم التحقيقي ص ٤١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>