للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوجب الحذر عند قولهم ولم يشترط العدالة، فوجب جواز (١) قبول (٢) قول (٣) المجهول.

ولأن (٤) أعرابياً جاء يشهد (٥) عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهلال فقبل شهادته وأمر الناس بالصوم (٦) . وإذا جاز ذلك في الشهادة جاز في الرواية بطريق الأولى؛ لأن الشهادة يشترط فيها ما لا يشترط في الرواية من الذكورية (٧) والحرية والعدد وغير ذلك (٨) .

والجواب عن الأول: أنا إذا علمنا زوال الفسق ثبتت (٩) العدالة؛ لأنهما ضدَّان لا ثالث لهما، متى عُلم نفي (١٠) أحدهما ثبت الآخر. وعن الثاني: أن الطائفة مطلقةٌ في الآية فتُحمل على ما تقدَّم من تقييد السنة بقوله عليه السلام ". يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله". وعن الثالث: أن القصة محتملة من حيث اللفظ، وليس في الحديث أنه كان مجهولاً ولا معلوماً (١١) ، غير أن قضايا الأعيان تتنزل (١٢) على القواعد،


(١) ساقطة من ق.
(٢) ساقطة من ق، ن.
(٣) ساقطة من س.
(٤) في س: ((أو لأن)) وهو تحريف. وهذا هو الدليل الثالث لأبي حنيفة.
(٥) في ق: ((فشهد)) .
(٦) لفظ الحديث، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: إني رأيت الهلال ـ يعني رمضان ـ فقال: ((أتشهد أن لا إله إلا الله؟)) . قال: نعم. قال: ((أتشهد أن محمداً رسول الله؟)) قال: نعم. قال: ((يا بلال، أذَّنْ في الناس فليصوموا غداً)) . هذا لفظ أبي داود في سننه (٢٣٤٠) وأخرجه الترمذي (٦٩١) ، والنسائي (٢١١١) ، وابن ماجة (١٦٥٢) وغيرهم. والحديث ضعفه الألباني في إرواء الغليل (٤/١٥) ، وحسين سليم أسد في تحقيقه لمسند أبي يعلى (٤/٤٠٧) ، وصححه الحاكم في مستدركه (١/٤٢٤) ووافقه الذهبي، وصححه الأعظمي في تحقيقه لصحيح ابن خزيمة (٣/٢٠٨) .
(٧) جاءت هذه العبارة في ن هكذا "ما لا يشترط في الرواية المذكورة من الحرية ... "، والمثبت أنسب.
(٨) انظر الفروقات بين الشهادة والرواية في: الرسالة للشافعي ص ٣٧٢، أصول السرخسي ١/٣٥٣، الفروق للقرافي ١/٤، نفائس الأصول ٧/٢٩٦٩، جمع الجوامع شرح المحلي بحاشية البناني ٢/١٦١، شرح الكوكب المنير ٢/٣٧٨، الكفاية في علم الرواية ص٩٤، تدريب الراوي للسيوطي ١/٣٩٢.
(٩) في ق: ((تثبت)) .
(١٠) ساقطة من ق، وهو سقطُ مُخِلّ.
(١١) يمكن أن يقال بأن هذا الأعرابي صحابيٌ ـ على حدّ من عرَّفه بكل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به ـ وإذا كان صحابياً فالصحابة عدول.
(١٢) في س: ((تمزل)) وهي تحرَّفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>