للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيمن هجاه (١) :

وأنْتَ زَنِيْمٌ نِيْطَ في آلِ هَاشِمٍ كما نِيْطَ خَلْفَ الراكبِ القَدَحُ الفَرْدُ (٢)

أي: عُلِّق، وقال حبيب (٣) الطائي (٤) :

بِلادٌ بها نِيْطَتْ عَليَّ تمائمي وأولُ أرضٍ مَسَّ جِلْدِي تُرَابُها (٥)

أي: عُلِّقتْ عليَّ الحُروز (٦) فيها، والعلة رُبِط بها الحكم وعُلِّق عليها، فسُمِّيتْ


(١) هنا زيادة في نسخة " ق " - جاءت في أصل الكتاب - وهي: ((وهو أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف فليس له ببني هاشم تعلُّقٌ ألبتة، وإنما يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف وهذا معلوم)) .
والصحيح أن المَهْجُوَّ هو أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، ابن عمِّ النبي صلى الله عليه وسلم، وأخوه من الرضاعة، كان يهجو النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه عشرين سنة، ثم أسلم عام الفتح، وصمد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين. انظر الطبقات الكبرى لابن سعد ٤ / ٤٩، الإصابة في تمييز الصحابة ٧ / ١٥١.
ومطلع القصيدة:
لقد عَلِم الأقوامُ أنَّ ابنَ هاشمٍ هو الغُصْنُ ذو الأَفْنَانِ لا الواحدُ الوَغْدُ
انظر: شرح ديوان حسان بن ثابت ص ٢١٢.
(٢) البيت بحره من: الطويل. وهو مسطَّر في ديوانه بشرح البرقوقي ص (٢١٣) ، وورد في لسان العرب
(
٧ / ٤٢٠) ، ولفظه: وأنت دَعِيٌ نيط ... ، وفي الاستيعاب لابن عبد البر (١ / ٣٣٦) لفظه: وأنت هَجِيْنٌ نيط ... ، والزَّنيم: هو المُسْتَلْحق بالقوم وليس منهم، لا يُحتاج إليه، تشبيهاً له بزنمتيِّ شاة المَعْز اللتين في عُنُقها. انظر: عمدة الحفاظ ٢ / ١٤٩، مختار الصحاح مادة ((زنم)) . والمراد بقوله: كما نيط خلف الراكب القدح الفرد، أي تأخيره في الذِّكْر، كما يعلّق الراكب قدحه في آخر رَحْله عند فراغه من ترحاله. انظر: شرح ديوان حسان بن ثابت ص ٢١٤.
(٣) في س: ((خلف)) وهو تحريف.
(٤) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، المعروف بأبي تمام، الشاعر الشهير، ولد عام ١٨٨ هـ، استقدمه المعتصم إلى بغداد، وقدَّمه على من حوله من الشعراء، توفي عام ٢٣١ هـ في الموصل. له ديوان الحماسة (ط) ، فحول الشعراء. أُفْرِدتْ سيرته بالتأليف من ذلك: أخبار أبي تمام للصولي، أبو تمام الطائي حياته وشعره لنجيب الهبيتي. انظر ترجمته في: تاريخ بغداد ٨ / ٢٤٨، خزانة الأدب ١ / ٣٥٦.
(٥) البيت بحره من: الطويل، والمصنف نسب هذا البيت لحبيب (أبي تمام) ، وكذا في: نفائس الأصول ٧ / ٣٠٨٧، وفي نهاية السول للإسنوي ٤ / ١٣٨. ولم أعثر عليه في ديوانه. لكنه في لسان العرب، وتاج العروس كلاهما في مادتيْ: ((نوط)) ، و ((تمم)) منسوب إلى رِقَاع بن قيس الأسدي. والبيت جاء في مقدمة كتاب " أخبار أبي تمام " للصولي ص (٢٢) غير منسوبٍ لأحدٍ، وربما جاء اللَّبْس من هذا.
(٦) حروز: جمع حِرْز؛ لأن الاسم الذي جاء على وزن " فِعْل " فإنه يجمع على " فُعُول " و " أفْعَال ".
انظر: شرح شافية ابن الحاجب (٢ / ٩٢) ، والحِرْز: الموضع الحصين، يقال: هذا حِرْزٌ حَرِيْزٌ، ويُسمى التعويذُ حِرْزاً. والحِرْز: العُوذة. انظر: مادة ((حرز)) في: القاموس المحيط، مختار الصحاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>