للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما لا يطاق (١) ،

فكذلك [إذا حصل] (٢) الكفر مع بذل الجهد (٣) يؤاخذ الله تعالى به، ولا ينفعه بذل جهده؛ لعظم خطر الباب وجلالة رتبته (٤) ، وظواهر النصوص تقتضي أنه من لم يؤمن بالله ورسوله ويعمل صالحاً فإن له نار جهنَّم خالداً (٥) فيها، وقياسُ الخصمِ* الأصولَ على الفروع غَلَطٌ لعظم التفاوت بينهما (٦) .

وإذا قلنا ليس لله تعالي في نفس الأمر حكم معين: فليس هناك إلا ما ظهر في ظنون (٧) المجتهدين [فقد أصابوه] (٨) ، فكل مجتهد مصيب، أي: إذا أَفْتَى بشيء فقد أصابه أما لو انتهى به الحال للوقف (٩) فتمَادَتْ (١٠) مهلة النظر فلا يقال له (١١) : إنه مصيب ولا مخطيء. وإذا قلنا في نفس الأمر حكم معين وهو ما تضمن المصلحة الخالصة أو الراجحة، فمن صادفه فهو المصيب ومن لم يصادفه فهو مخطيء له، فليس كل مجتهد مصيباً (١٢) .


(١) أي مما يدل على أن الشرع شَدَّد في الاعتقاد أنه أوجب عليه النظر لمعرفة الله، ولو صار الجهل له ضرورياً
لا يمكن دفعه عن نفسه انظر: الفروق ٢/١٥٠ - ١٥١، تهذيب الفروق والقواعد السنية " بهامش

الفروق " لابن حسين المكي ٢/١٦٣
(٢) في ن: ((تحصيل)) .
(٣) في ق: ((الجهل)) وهو تحريف
(٤) ساقطة من س
(٥) في ن: ((خالدين)) .
(٦) لابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومن تابعهما رأيٌ في تفريق المتكلمين بين مسائل الأصول ومسائل الفروع، وبيّنا أنه اصطلاحٌ من إحداث المعتزلة والجهمية، وأنه ترتَّبتْ عليه أمور باطلة. انظر: منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٥/٨٤ - ٩٥، مجموع الفتاوى له أيضاً ١٣/١٢٦، ١٩/٢٠٧ - ٢١٢، ٢٣/٣٤٦.
مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم ص ٧٥٥، التفريق بين الأصول والفروع، د. سعد بن ناصر الشثري ١/١٦٩ - ١٩٣
(٧) في ن: ((نفس)) ، وفي س: ((ظن)) .
(٨) ساقط من ق
(٩) في ن: ((للوقوف)) .
(١٠) في ق: ((وبقي في)) .
(١١) ساقطة من ق
(١٢) هكذا في و، ص، م، ز وهو الصواب. وفي باقي النسخ: ((مصيب)) وهو خطأ، لأن خبر " ليس " منصوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>