للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو مزية، حتى لا ينجرّ هذا الفضل إلى نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه، وبالتالي إلى الجنس العربي.

ولم يقف أمرهم عند حد الدس في الروايات الإسلامية، بل قام أسلافهم بتحريف التوراة ذاتها، حتى يتم لهم ما أرادوا، ولكن الله أبى إلا أن يغافلوا عما يدل على هذه الجريمة، والجاني- غالبا- يترك ما يدل على جريمته. والحق يبقى له شعاع- ولو خافت- يدل عليه مهما حاول المبطلون إخفاء نوره، وطمس معالمه، فقد حذفوا من التوراة لفظ «إسماعيل» ووضعوا بدله لفظ «إسحاق» ، ولكنهم غفلوا عن كلمة كشفت عن التزوير، وعن هذا الدس المشين، ففي التوراة (الإصحاح الثاني والعشرون- فقرة ٢) : «فقال الرب: خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحاق، واذهب إلى أرض المريا. وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك ... » «١» .

وليس أدل على كذب هذا من كلمة «وحيدك» ، وإسحاق- عليه السلام- لم يكن وحيدا قط، لأنه ولد ولإسماعيل نحو أربع عشرة سنة كما هو صريح توراتهم في هذا، وقد بقي إسماعيل- عليه السلام- حتى مات أبوه، الخليل، وحضر وفاته ودفنه. وإليك ما ورد في التوراة:

في سفر التكوين (الإصحاح السادس عشر- الفقرة ١٦) ما نصه: «وكان أبرام- يعني إبراهيم- ابن ست وثمانين سنة لما ولدت هاجر إسماعيل لأبرام» .

وفي سفر التكوين (الإصحاح الحادي والعشرون- فقرة ٥) : «وكان إبراهيم ابن مائة سنة حين ولد له إسحاق ابنه ... » وفي الفقرة ٩ وما بعدها ما نصه:

« (٩) ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لإبراهيم يمزح (١٠) فقالت لإبراهيم: اطرد هذه الجارية وابنها. لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحاق (١١) فقبح الكلام جدا في عيني إبراهيم لسبب ابنه (١٢) فقال الله


(١) وقد ذكرت التوراة القصة في ١٤ فقرة، فليرجع إليها من يشاء، لتكون له الحجة عليهم من نفس كتابهم المقدس عندهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>