للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأسلم وحسن إسلامه، وشارك في فتح بلاد فارس، ورأى المرأة تخرج من أقاصي البلاد إلى الكعبة وهي امنة، وكان يقول: وايم الله ولتكونن الثالثة.

[وفد زيد الخيل]

وقدم وفد من طيّىء على رسول الله وفيهم زيد الخيل «١» وهو سيدهم، فلما انتهوا إليه كلموه، فعرض عليهم الإسلام، فأسلموا وحسن إسلامهم، وقد أجاز رسول الله كل رجل خمس أواق فضة، وأجاز زيدا اثنتي عشرة أوقية ونشّا وقال: «ما ذكر لي رجل من العرب بفضل ثم جاءني إلا رأيته دون ما يقال فيه إلا زيد الخيل، فإنه لم يبلغ الذي فيه» . ثم سمّاه زيد الخير، وقطع له قيد «٢» ، وأرضين، وكتب له بذلك كتابا، ثم رجع مع قومه، فلما كان بالطريق مات، فعمدت امرأته إلى كل ما كان معه من الكتب فحرقتها ومنها كتاب رسول الله بما أقدمه إياه!!.

[وفد بني عامر]

وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني عامر وفيهم عامر بن الطفيل، وأربد بن قيس، فلما انتهوا إلى رسول الله قال عامر: يا محمد ما تجعل لي إن أسلمت؟

فقال: «لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم» قال عامر: أتجعل لي الأمر- إن أسلمت- من بعدك؟ فقال رسول الله: «ليس ذلك لك ولا لقومك، ولكن لك أعنّة الخيل» قال: أنا الان في أعنّة خيل نجد، اجعل لي الوبر ولك المدر، فقال رسول الله: «لا» قال: أما والله لأملأنّها عليك خيلا ورجالا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

«اللهم اكفني عامر بن الطفيل» .

وكان هو وأربد قد تواطا على اغتيال النبي فعصمه الله منهما، فلما خرجا راجعين إلى بلادهم نزل عامر في بيت امرأة من بني سلول، فأصيب بغدّة «٣» في


(١) قيل: سمي زيد الخيل لخمسة أفراس كانت لها أسماء أعلام.
(٢) قيد: بفتح القاف وسكون الياء: اسم قرية.
(٣) داء يصيب البعير وهو شبيه بالذبحة التي تصيب ابن ادم.

<<  <  ج: ص:  >  >>