للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأطراف، أنور المتجرد «١» ، دقيق المسربة «٢» ، ربعة القد، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير المتردد، ومع ذلك فلم يكن يماشيه أحد ينسب إلى الطول إلا طاله صلى الله عليه وسلم، رجل الشعر «٣» .

إذا افتر ضاحكا افتر عن مثل سنا البرق، وعن مثل حب الغمام، إذا تكلم رئي كالنور يخرج من ثناياه، أحسن الناس عنقا، ليس بمطهم «٤» ، ولا مكلثم «٥» ، متماسك البدن، ضرب اللحم «٦» ، إذا مشى تكفّأ كأنما ينحط من صبب «٧» ، وإذا التفت التفت معا.

قال البراء: ما رأيت من ذي لمّة في حلة حمراء أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال أبو هريرة: ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه، وإذا ضحك يتلألأ في الجدر. وقال جابر بن سمرة- وقال له رجل: أكان وجهه مثل السيف- فقال: لا، بل مثل الشمس والقمر، وكان مستديرا.

وقالت أم معبد في بعض ما وصفته به: أجمل الناس من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، وفي حديث ابن أبي هالة: يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر!! وقال علي رضي الله عنه في اخر وصفه له: من راه بديهه هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله، ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم «٨» .


(١) نير العضو المتجرد من الشعر.
(٢) الشعر الممتد من الصدر إلى السرة.
(٣) وسط بين التجعد والسبوطة.
(٤) بادن كثير اللحم.
(٥) مجتمع لحم الخدين.
(٦) ليس فيه استرخاء.
(٧) تكفأ: مشى إلى الأمام بقوة. صبب: مكان عال.
(٨) الشمائل المحمدية للترمذي، ص ٨- ٣٢؛ وصحيح البخاري- كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي، وصحيح مسلم- كتاب الفضائل- صفة شعره صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>